responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 255


غناه ، و . . فكان من الطبيعي أن يدعو آدم ربه ، وقد نقلت الروايات لنا ذلك .
ثم تفضل الله عليه بتعليمه أسماء أهل البيت ( عليهم السلام ) ليكونوا شفعاءه ووسيلته . فيكون قد جمع بين الدعاء وبين التوسل .
ولماذا يستبعد الروايات التي تحدثت عن أن الكلمات هي محمد ، وفاطمة ، وعلي ، والحسنان . . فإن بإمكانه أن يجمع بين الروايات باعتبار أنه عليه السلام قد جمع بين الدعاء وبين التوسل فيكون دعاؤه عليه السلام قد اشتمل على الأمرين معاً .
4 - من قال : إن هبوط آدم ( ع ) وحواء من الجنة كان قد جاء على سبيل العقوبة لهما . . فلعله قد جاء من خلال : الحالة التي استجدت لهما بسبب الأكل من الشجرة ، من خلال تبلور الطبيعة البشرية بما لها من عوارض في شخصيتهما حيث أصبحا يشعران بالحر والبرد ، وبالقوة والضعف ، وبالصحة والمرض ، وبالجوع والشبع ، وبالري والعطش .
وأصبح الواحد منهم يعرق ، ويبول ، ويتغوط ، وينام إلى غير ذلك من حالات تعرض للبشر العاديين .
فلم يعد يمكنهما البقاء في الجنة من أجل ذلك فكان لا بد من التوجيه الإلهي لهما باختيار المكان المناسب ، دون أن يكون ذلك إبعاداً لهما عن ساحة الرحمة والقرب ، والزلفى .
أما إبليس ، فإن خروجه كان عقوبة له . . فإن طبيعة كينونته ، وتكوينه لا تقتضي أن يحصل له ما كان يحصل لآدم من العطش والجوع والحر والبرد والمرض وما إلى ذلك . فإذا طرد من الجنة ، فإن طرده يمثل إبعاداً عن ساحة القرب والزلفى والرحمة الإلهية ، وحرمانا من مقام الكرامة الربانية .
وسيتضح الفرق بين الموقفين ، الذي يبرر اعتبار هذا عقوبة وذاك كرامة .
5 - وقد روي عن الإمام الصادق ( ع ) أو الإمام الباقر ( ع ) قوله عن آدم ( ع ) : ( إنه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ، ويقول له إبليس : ( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ( ) [1] .



[1] البحار ج 11 ص 187 عن العياشي وتفسير البرهان ج 2 ص 6 .

255

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست