responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 250


حسن التوبة ، ومطلوبيتها ، فإن وجوب التوبة امر عقلي ، ثابت في الشرع ، والعقل يدرك حسنها كما هو معلوم لدى العلماء إذن فالذي علمه الله إياه من الكلمات - كما ورد في روايات أهل البيت ( ع ) - هو الدعاء ، والاستشفاع بأهل البيت من أجل أن يتوسل بذلك إلى الله في توبته التي يدرك بعقله حسنها ومطلوبيتها لله سبحانه وليس في الآية أنه تعالى علّمه ان يتوب .
6 - كما أننا نلاحظ : أنه يستقرب أن تكون الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، هي خصوص قوله تعالى ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) [1] .
فإن هذه الكلمات تفيد أن آدم ( ع ) قد دعا بها ربه ، طالبا أن يغفر له ويرحمه حتى لا يكون من الخاسرين . وليس هناك ما يدل على أنها هي الكلمات التي علمها الله لآدم .
7 - إن الأنسب والأوفق بسياق الآيات هو أن تكون الكلمات التي علمها الله لآدم هي تلك التي وردت في الروايات الكثيرة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، وهي أسماء الأئمة والحجج على الخلق عليهم أفضل السلام ، لأنها هي الكلمات التي تحتاج إلى تعليم في مقام كهذا لكي يستشفع آدم ( ع ) بمسمياتها لما لهم ( ع ) من كرامة على الله .
وتكون هذه مناسبة جليلة يتعرف فيها آدم وذريته أكثر فأكثر على مقام هؤلاء الصفوة ليكون تعلقهم بهم أقوى ، ومحبتهم لهم أشد ، وتقربهم منهم ومن خطهم ونهجهم أولى وأتم . .
ولا ندري لماذا لم يشر هذا البعض إلى هذه الأحاديث الكثيرة جدا التي صرحت بأن الكلمات التي علمها الله لآدم هي أسماء هؤلاء ، وكيف ولماذا استقرب أنها - أي الكلمات - آية 23 من سورة الأعراف : ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا . . ) مع أنه لا إشارة إلى ذلك أصلا لا في الآية ولا في الرواية . بل إن ما ورد في هذه الآية هو الموقف الطبيعي والعفوي الذي ينتظر صدوره من آدم عليه السلام من دون حاجة إلى أي تعليم [2] .



[1] سورة الأعراف الآية 23 .
[2] تفسير البرهان ج 1 ص 81 - 89 عن مصادر كثيرة .

250

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست