نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 249
4 - إن العناوين التي ذكرناها في بداية كلام هذا البعض ، والمأخوذة من كلماته وتعابيره ، تعطينا فكرة عن طبيعة اللغة واللهجة التي يتحدث بها عن أنبياء الله سبحانه وتعالى ؛ فإنها ليست لغة سليمة ولا مقبولة ، مهما حاولنا التبرير والتوجيه ، والالتفاف على الكلمات بالتأويل أو بغيره . فهل يصح أن يقال : إن آدم عليه السلام وهو النبي المعصوم قد سقط أمام التجربة ، أو إنه أساء إلى نفسه بانحرافه عن خط الرشد والمسؤولية في طاعة الله ؟ أو إن آدم قد تعرض للحرمان الأبدي حين سقط في تجربة الإغراء ؟ ! أو إن الله حذر هذا النبي من تجربة الانحراف بتسويل إبليس ؟ ! . وهل يصح وصف آدم بالمنحرف ؟ ، وما جرى له بالانحراف ؟ ! أم يصح أن يقال عن نبي : إنه لم يفكر جيداً ؟ ! أو يقال إنه لم يشعر أن ذلك يمثل تمردا على الله وعصيانا لإرادته ؟ ! أو إنه لم يأخذ الموضوع - فيما يرتبط بالأمر الإلهي - مأخذ الجدية والاهتمام ؟ ! أو إن جريمة آدم تمثلت له في مستوى الكارثة ؟ ! وماذا يعني أن ينسب إلى آدم استسلامه للجو الخيالي المشبع بالأحاسيس المتحركة مع الأحلام ؟ ! أو أن يقال : إن الله تعالى أراد تدريبه ليعي كيف تتحرك الخطيئة في نفسه في المستقبل ؟ ! وكيف تبعده عن الله ؟ ! وهل يصح أن يقال عن نبي من الأنبياء : إنه سقط إلى درك الخطيئة ؟ ! أو أن يقال : إن إبليس قاد آدم إلى الموقف المهين ؟ ! أو إن هذا النبي قد أصبح منبوذا من الله سبحانه ؟ ! ألا ترى معي أنها عبارات تستعمل عادة لأقل الناس وأحطهم ؟ ! 5 - وهل يمكن أن يقبل أحد مقولة أن هذا النبي لا يحمل فكرة فطرية عن التوبة فاحتاج إلى أن يتلقاها من الله سبحانه وتعالى ؟ ! . وأية آية دلّته على هذا النفي ؟ ! فإن تلقي الكلمات من الله وتعليم الله سبحانه لآدم كلمات ( هي أسماء أصحاب الكساء ) أو دعاءً مخصوصاً ، لا يعني أنه كان لا يدرك
249
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 249