الحقد والضغينة ، فإنهم أيضاً علماء مسلمون مؤمنون لهم حق علينا أن ننصفهم ، وأن لا نظن بهم سوءاً ، وأن نسمع منهم كما نسمع من غيرهم ، وأن نحتمل الخير والصلاح فيهم كما نحتمل ذلك في من عداهم . فلا يظن السوء بفريق بعينه ، ولا يتهمه ويتحامل عليه ، ولا يرفض قراءة ما سجله من مخالفات ، بل يقرأ لكل فريق ، ويسمع من الطرفين ، ويراجع المصادر ليطمئن إلى صحة ما يقال له . موقف مراجع الأمة ومن جهة ثالثة : إن موقف المراجع وعلماء الأمة مما يجري . . لم يكن لأجل جر النفع إلى أنفسهم ، إذ إنهم أتقى ، وأجل من أن يظن في حقهم ذلك ، وهم حفظة هذا الدين ، والأمناء على حقائقه ، وأحكامه . . وإنما هدفهم هو تحصين أهلنا وأبنائنا من الإنسياق وراء الخطأ في أمور لا تختص بفريق دون فريق . . ولا بطائفة دون طائفة ، ولا بجيل دون جيل . ويلاحظ : أن الاعتراضات قد انصبت بصورة أكبر على الجانب العقائدي ، وعلى المفاهيم والقيم ، وعلى التفسير وعلى المناهج التي تحكم التوجه الفكري والعقيدي والمفاهيمي ولم تركز اهتمامها - بصورة جدية - على المخالفات في نطاق الأحكام . وما ذلك إلا لأن دائرة الأحكام تبقى محصورة في نطاق جماعة بعينها استطاع ذلك الشخص بأساليبه أن يؤثر عليها ويربطها بنفسه . وينتهي الأمر عند هذه الفئة ، ولا يتعداها إلى الجيل الذي بعدها ، حتى من أبنائها . أما المفاهيم والحقائق الايمانية ، وشؤون العقيدة ، والتفسير فلا تقتصر على من اليه يَرجع في التقليد . بل يأخذ ذلك الناس كلهم وقد يأخذونها من الحي ومن الميت على حدّ سواء . فإذا كان ثمة من خطأ فإن هذا الخطأ سينتشر في هذه المجالات ، ولسوف لا يقتصر الأمر على فئة دون فئة ، أو جيل دون جيل . فكان أن وقف مراجع الدين ، وعلماء الأمة ليصونوا حقائق هذا الدين ، حتى