responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 238


السلامة وعدم التعرض للأوجاع والمتاعب ، فلن تحصل على شيء .
2 - إنك حين تفعل ذلك الأمر لا تكون متمردا على إرادة الذي نهاك عن الفعل ليرشدك إلى مشقته ، وليجنبك التعب والشقاء . . ولا تكون بذلك خارجا عن زي العبودية والانقياد ، ولا مخلا بمولوية سيدك وآمرك .
وهذا كما لو قال السيد لعبده أو الأب لولده : لا تركض حتى لا تتعب ، ) ثم قال له رفيقه : أركض لتصبح أقوى ، فإذا علم بالتعب ، وعلم بالقوة ، فإن اختياره العمل بقول رفيقه لا يعني التمرد على إرادة أبيه .
3 - في هذه الصورة الأخيرة يصح أن يقال : عصيت أبي فتعبت وعرقت ، ولو أنك لم تقبل بشرب الدواء المر ، أو لم تبادر إلى إجراء عملية التجميل ، فإنه يصح أن يقال : إنك عصيت أمر الطبيب .
4 - وحين لا يتحقق ذلك الهدف الذي توخى الفاعل الحصول عليه ، وهو الحصول على الخلد ، أو الحصول على بعض المنافع ، فمن الصحيح أن يقال : إنه عصى فغوى ، أي لم يحقق مراده ولم يصل إلى هدفه ، بل غوى عنه ومال .
5 - أما سذاجة آدم فلا ندري كيف يكون هذا النبي ساذجا وبسيطا مع أن المفروض بأي مؤمن أن يكون كيّسا فطنا ، فهل هي سذاجة من أصل الخلقة ؟ ! أم هي ناشئة عن نقص في إيمان آدم ؟ !
ولعل هذا البعض قد حسب أن عدم معرفة آدم ( ع ) بأمر خفي ، لم يجد السبيل إلى معرفته ، نوعٌ من السذاجة والبساطة . . مع أن هناك فرقاً بين السذاجة التي تعني التطلع إلى الأمور بنظرة حائرة بلهاء كما سيأتي في كلام نفس هذا البعض عن إبراهيم ( أبي الأنبياء ) عليه السلام أو تعني نوعا من القصور في الوعي والفهم ، كما يقول عن آدم ( ع ) ، وصرح به في خطبة ليلة الجمعة بتاريخ ( 29 - ج 2 - 1418 ه‌ ) وبين عدم الاطلاع على الواقع لسبب أو لآخر .
وكيف يكون آدم ساذجا وقد خلقه الله تعالى بيديه وعلمه الأسماء كلها ، وباهى به ملائكته ، وأثبت لهم أنه أوسع علما ومعرفة منهم ، وأمرهم أن يجعلوه قبلة في سجودهم لله سبحانه ، وذلك تكريما منه تعالى لآدم وتعظيما له ؟ أم يعقل أن الله سبحانه - بالرغم من ذلك كله - لم يتقن خلق آدم ، ولم

238

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست