نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 237
إن الموافق لأصول العقيدة أن يقال : إن معصية آدم ليست كمعصية إبليس ، وان تصرف آدم عليه السلام لم يكن تمردا على إرادة الله سبحانه . . وهو المروي عن أئمة أهل البيت ( ع ) . كما أن الفرق بين آدم ( ع ) وإبليس ( لعنه الله ) ليس هو في التوبة وعدمها ، وإنما هو في خصوصيات ذاتية ، وملكات وحوافز لا تدع مجالا لقياس أحدهما بالآخر . . كما أننا لا نوافق على التعبير بأن آدم ( ع ) قد نسي ربه سبحانه وتعالى ، ونسي موقعه منه ، فلم يكن آدم النبي لينسى ربّه ، بل كان دائم الحضور معه ، وفي غاية الانقياد والاستسلام له . . كما هو حال الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم . تفسير الآيات ونرى أن المناسب لأصول العقيدة هو تفسير الآيات التي تحكي قصة آدم على النحو التالي : 1 - إن آدم عليه السلام حين نهاه الله سبحانه عن الأكل من الشجرة ، ( قد عرف من خلال ذلك وجود مضرة من أكلها يصعب عليه تحملها ، لكن إبليس قال له : إن هذا الضرر وإن كان صعبا ، ولكن لو تحملت ذلك الضرر فثمة نفع عظيم ستحصل عليه وهو الخلود . وليس من حق آدم أن يكذّب أحدا لم تظهر له دلائل كذبه ، فكان من الطبيعي أن يقبل آدم منه ما أخبره به ، ورضي أن يتحمل هذه الصعوبة البالغة من أجل ذلك النفع ، وكانت له الحرية في أن يقرر ويختار هذا النفع في مقابل ذلك الضرر ، وتلك الصعوبة البالغة ، أو لا يختار ذلك . وهذا كما لو أخبرك طبيب بأن جلوسك في الشمس قد يتسبب لك بآلامٍ حادة في الرأس ، ولكنه سيضفي أثرا جماليا على لون البشرة ، أو يشفيك من مرض جلدي معين . أو كما لو أجريت لك عملية زرع شعر ، أو عملية تجميلية ، أو أعطاك الطبيب دواء مرا ، للتخلص من وجع معين ، فلم تطعه ، أو ما إلى ذلك . . مما يتوقف على الألم والعناء الشديدين ، فإن فعلت هذا الأمر تحصل على ذاك الامتياز ، وإن أردت
237
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 237