نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 192
مما يعني : أن مجرد عدم وجود دليل لا يكفي للحكم بعدم وجود ولاية تكوينية . . هذا بالإضافة إلى أننا قد ذكرنا : أن تشكيكاته بالآيات غير صحيحة ، ولا مجال لقبول أي منها . . 42 - أما بالنسبة لمهمة الأنبياء ، وأنها مجرد التبشير والإنذار ، والإبلاغ ، والهداية ، فقد ذكرنا فيما تقدم . أولاً : أنه كلام مرفوض . . من وجهة نظر القرآن ، والحديث القطعي . . فلا حاجة إلى الإعادة . ثانياً : أن حصره ذلك في هذه الأمور الأربعة ينافي ما تقدم في فقرة سابقة من أنها : الإبلاغ ، والإنذار ، والهداية ، والتعليم ، وقيادة الناس إلى تطبيق ذلك . 43 - بقي أن نشير إلى ما ذكره هذا البعض حول آية ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ، إن أتبع إلاّ ما يوحى إليّ ( ( سورة الأحقاف ، الآية 9 ) ، حيث اعتبرها دالّة على نفي فعلية علم الغيب في واقع الذات ، وأنها تحصر المسألة ، في ما يأتيه من الوحي . ونقول : أولاً : إن هذه الآية - كما أشرنا إليه أكثر من مرة في مثيلاتها - ليست ناظرة إلى النفي المطلق ، بدليل : أن النبي ( ص ) والأئمة عليهم السلام قد أخبروا عن غيوب كثيرة جداً ، وإنما هي تنفي ما يعتقده أولئك الناس ، من أن النبوة تقتضي بذاتها علماً للغيب مستقلاً عن الله سبحانه ، مما يعني أنها مقام لغير البشر بزعمهم . فجاءت هذه الآية ومثيلاتها لتؤكد على أن الأنبياء بشر ، وأن علمهم بالغيب ليس ناشئاً عن ذواتهم بالاستقلال ، وإنما هو عطاء من الله ، واكتساب منه تعالى . ومجرد الإصرار على أنها دالة على نفي فعلية علم الغيب في واقع الذات ، أي أنها تنفي علم الغيب بالأصالة ، وبالتبعية معاً ، لا يكفي في مقام الإستدلال ، خصوصاً
192
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 192