نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 191
وقد عرفنا : أولاً : إن القرآن لم يؤكّد شيئاً من ذلك ، بل هو يتحدث عن نفي العلم الذاتي المنقطع ، والمستقل بنفسه من الله ، حيث يريد الكفار إثبات هذا الامر ليثبتوا أن الأنبياء ليسوا من البشر ، بل هم موجودات أخرى تنال الغيب بقدراتها الذاتية من دون حاجة إلى الله سبحانه . ولا أقل من أن ذلك محتمل احتمالاً قوياً ، فلا يبقى ثمة لديه ما يصلح لأن يكون قرينة على ما يقول . ثانياً : إن ظاهر هذه الآية هو الاستثناء المتصل ، وثبوت كونه منقطعاً يتوقف على ثبوت ما يدّعيه هذا البعض بصورة قاطعة ، وثبوت ما يدّعيه يتوقف على كون الاستثناء منقطعاً . . إذ لو لم يكن كذلك لدلّ القرآن على أن الأنبياء يعلمون الغيب وذلك بهذه الآية بالذات . وبعبارة أخرى : إنه إذا كان المستثنى منه صالحاً للانطباق على المستثنى ، فلا بد من الحكم باتصال الاستثناء ، ولا يحكم بكونه منقطعاً إلا بقرينة ، ولا يستطيع هذا البعض نفي علم الأنبياء بالغيب قرآنيا إلا إذا ثبت عدم دلالة هذه الآية على ذلك وأن الاستثناء منقطع ، أما الآيات الأخرى فلم يثبت فيها ذلك ، ومن الواضح أن كون الاستثناء منقطعاً يتوقف على إثبات أن القرآن ينفي علم الأنبياء بالغيب ، ونفي علم الأنبياء بالغيب يتوقف على كون الاستثناء منقطعاً . وقد عرفنا : أن جميع ما استدل به من آيات لا يدل على مطلوبه ، وهو نفي فعلية العلم بالغيب . . بل هي ناظرة إلى نفي الاستقلال في مقابل التبعية حسبما أوضحناه . 41 - ثم إنه قد حسم الأمر في نهايات كلامه حين أكد نفي الولاية التكوينية : " لأن الدليل لم يدل عليه - حسب فهمنا القاصر " على حد تعبيره . . ولكن . . كيف نقبل ذلك منه ، وهو نفسه يقول : " إن النفي يحتاج إلى دليل كما الإثبات يحتاج إلى دليل . . "
191
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 191