نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 190
ما هو إلا رجم بالغيب ، فلعل هذا الأثر التدريجي كان يصدر عن طاقة أودعها الله فيه ، ويتحرك من خلالها إرادياً بحيث لولا أن الله أودعها فيه فهو لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً . 37 - والغريب أنه حصر علم النبي بالغيب بتاريخ الرسالات السابقة ، لأن ذلك هو الذي يتصل بالتبشير والإنذار ؟ ! بل لعله الأعظم أثراً في ذلك . ولماذا لا يكون الإخبار عن الغيب الآتي أيضاً له دوره الأهم في التبشير والإنذار . 38 - إن هذا البعض حصر علم النبي بالغيب بطريق الوحي الإلهي التدريجي عند الحاجة . وهذا غير مقبول منه وغير سديد ، إذ قد يكون هذا العلم بواسطة إعطاء قوة يستطيع بها أن يحصل على علم الغيب كلما أراد ، كالإلهام مثلا . 39 - وحين تحدث عن العموم ، والشمول لكل علم الغيب في قوله تعالى : ( فلا يطلع على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول . . ( . أجاب عن ذلك بأنه يحتمل ! ! أن يكون قوله تعالى : ( فإنه يسلك من بين يديه ، ومن خلفه رصداً ( إشارة إلى أن هذا الغيب ، هو الجو الملائكي الذي يحميه من الشياطين . . فالآية لا تتحدّث عن علم الرسول للغيب ، بل عن حمايته بطريق الغيب ، على طريقة الاستثناء المنقطع . ونقول له : ان من الواضح : أن مجرّد الاحتمال لا يكفي للحكم بالنفي بصورة قطعية ، بل لا بد من الدليل القاطع لأن النفي يحتاج إلى دليل ، كما الإثبات يحتاج إلى دليل حسبما قرره هذا البعض . ولا بد أن يكون هذا الدليل مفيدا للعلم ، واليقين ، لأنه في غير الشرعيات حسبما يقول أيضاً . 40 - إنا نعرف أن الاستثناء المنقطع يحتاج إلى قرينة تبين أن المستثنى غير داخل في المستثنى منه . . والقرينة التي ذكرها هي نفس ما يدّعيه من أن القرآن يؤكد نفي علم الأنبياء بالغيب .
190
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 190