responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 189


والعجز عن فهم الأمور التي توهم ذلك في ظاهرها الساذج لا يبرر نسبة أمور كهذه لأنبياء الله .
33 - وكذلك الحال تماما بالنسبة لخوف إبراهيم ( ع ) من ضيوفه ، فإنه خوف الحذر الواجب ، لا خوف الضعف ، والجبن .
34 - وخوف موسى ( ع ) في موقف التحدّي مع السحرة إنما هو على الناس من أن يقعوا فريسة الوهم ، ويؤثر بهم هذا الخداع ، فهو خوف على الرسالة ، وعلى الناس لا خوف الجبن ، والانهزام ، والضعف ، كما يقوله هذا البعض .
35 - وفي مقام الجواب عن استدلاله بآيتي الأنعام : ( قل : لا أقول لكم عندي خزائن الله ، ولا أعلم الغيب ، ولا أقول لكم إني ملك ، إن أتّبع إلا ما يوحى إلي ( وقريب منها في سورة هود .
نقول : إنه إذا كانوا يريدون من خلال إثبات هذه الأمور للأنبياء عليهم السلام التأكيد على عدم بشريّتهم ، فإنه لا مجال لقبول ذلك منهم ، إذ يلزم من هذا القبول بتضليل الناس وسوقهم لاعتقاد أمور فاسدة في حق الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) .
فالمراد إذن نفي ما يكون من هذه الصفات ملازماً لعدم كون الرسول بشراً ، أي نفي صفة علم الغيب مثلا من حالاته الذاتية التي لا صلة لها بالله ، فإن بعضهم كان يعبد الملائكة ، وبعضهم يعتقد أن للملائكة قدرات خارقة ، وعلم غيب ذاتياً فيهم ، لا صلة له بالله .
إذن ، فلا يريد الله أن يقول في هذه الآية : إن نبيه لا يملك طاقة ذاتية كان الله سبحانه قد أفاضها عليه ، بل يريد أن ينفي ما يلزم منه عدم بشرية الرسول ، أي أنه يريد أن يقول : إنه لا يقول لهم مثلاً إنه يعلم الغيب بطريقة ذاتية لا صلة لها بالله بحيث تجعله من غير البشر ، بل الغيب الذي يعلنه سواء كان قدرة أم غير قدرة هو من فيض الله عليه واعطائه له مع كونه لا يزال بشراً .
36 - قوله :
" إن دفع الخير وجلب الشر كان يحصل بصورة تدريجية من دون أن يكون هناك طاقة في ذات الرسول تؤثر في ذلك . . "

189

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست