نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 184
وحتى لو قبل هذا البعض بما ورد عنهم ( عليهم السلام ) في تفسير قوله تعالى : ( إن إلينا إيابهم ( فإن ذلك لا يدفع هذا الإشكال ، لأنه ناظر إلى عالم الآخرة لا إلى الدنيا . 19 - وفي قضية طلب إبراهيم عليه السلام من الله أن يريه كيف يحيي الموتى . . قال : فخذ أربعة من الطير . . إنما كان الأمر متعلقاً برؤية التصرّف الإلهي المباشر . . وتجسيد نفس هذه القدرة الإلهية . . وأما تصرّف إبراهيم عليه السلام ، فربما لا يحقق النتيجة المتوخّاة . . فإن في نسبة الفعل إلى نفسه ، وأن يكون له هو دور في الخلق ، إيحاءاته التي لا تنسجم مع ما يسعى إبراهيم ( ع ) إلى تحقيقه ، وهو إخراج قضية الإيمان الراسخ المستند إلى البرهان والحجة ، من حالة المعادلة العقلية إلى دائرة التجسد الحي على صفحة الوجود ، سعياً وراء تحقيق السكينة ، ليتلائم ، وليتّحد السكون النفسي مع تلك القناعة الفكرية والعقلية الراسخة ، ليكونا معا الرافد للأحاسيس والمشاعر . 20 - وعن موسى عليه السلام نجد الله سبحانه قد نسب الفعل إلى موسى نفسه في بادئ الأمر ، ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ، ونزع يده فإذا هي بيضاء . . ( . وحين تحدث سبحانه بعد ذلك عن إيحائه له : ( أن ألق عصاك ( لم يبين : أن هذا الفعل هو لموسى ( ع ) ، بأن يكون تعالى قد أمره باستخدام الطاقة ، والقدرة التي منحه إياها . . أو أنه تعالى ، قد تصرّف مباشرة من دون أن يكون لموسى ( ع ) أية علاقة بذلك . . لا شك أن الخيار الأول هو الأولى بالاعتبار ، لأن الإيحاء إلى موسى عليه الاسلام بأن يفعل كذا . . معناه أن موسى نفسه هو الذي يملك القدرة على الفعل - وأن الله سبحانه هو الذي منحه هذه القدرة - كأي إنسان آخر يمنحه الله قدرةً واختياراً ، ثم يطلب منه أن يمارس قدرته باختياره . . وحين أوحى الله سبحانه إلى أم موسى : ( أن اقذفيه في اليم ( فإنه أوحى إليها أن تفعل ذلك باختيارها . إذن ، فلا معنى لقول هذا البعض : " ونحن لا نرى أي جهد لموسى في الموضوع فإنه كان يعيش دور المنفعل الذي يحوّل الله يده السمراء إلى بيضاء ، ويحوّل عصاه إلى ثعبان الخ . . "
184
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 184