responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 182


" لحماية أنفسهم من الأخطار من خلال الولاية التكوينية ، وكذلك حماية رسالتهم . . " فإن ذلك لا ينسجم مع إعطاء الخيار ، والاختيار للانسان العاصي ، والمطيع على حد سواء . . حيث قد ذكرنا أكثر من مرة : أن عدل الله سبحانه يقضي بأن لا يحول بين المرء وإرادته ، وأنه إن كان ثمة من حاجة إلى التدخل الإلهي ، فإنما يكون في خارج دائرة اختيار الانسان .
ولأجل ذلك ، حين واجه إبراهيم تصميم قومه على قتله بإحراقه بالنار ، اقتضى العدل الإلهي أن يمارس الطغاة حريتهم في جمع الحطب ، وفي إضرام النار ، وفي أخذ إبراهيم ، ووضعه في القاذف ( المنجنيق ) ، وإطلاقه ، ووضعه وسط النار ، ولم تتدخل الإرادة الإلهية للحيلولة بينهم ، وبين ما أرادوه ، فلم نجد أيديهم قد تعطلت عن الحركة ، ولم نجد المنجنيق ( القاذف ) استعصى عليهم بل فعلوا كل ما أحبوه ، ولكن الإرادة الإلهية تدخلت من خارج هذه الدائرة ، وتوجهت إلى النار نفسها وحالت بينها ، وبين إنتاج النتيجة المفترضة ، وهو الإحراق . . ( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم . . ( .
وهكذا الحال بالنسبة إلى نبيّنا حين الهجرة ، فإن المشركين قد فعلوا كل ما أرادوا ، ولكن التدخل الإلهي قد كان خارج دائرة اختيارهم ، حيث نسجت العنكبوت على باب الغار ، ونبتت الشجرة ، وباضت الحمامة الوحشية على باب الغار أيضاً ، واحتضنت بيضها ، فتوهم المشركون : أن لا أحد في داخل ذلك الغار ، فانصرفوا عنه . .
ولأجل ذلك نجد المسلمين رغم أنهم كانوا يعانون من حفر الخندق ، ومن حرب الأحزاب ، فإن الله لا يتدخل لينجز لهم ما هو مطلوب منهم ، ولا يحول بصورة جبرية بين أولئك الأشرار ، وبين ما يريدونه من شر بالمسلمين . .
بل يكون التدخل في دائرة أخرى ، وهي تكثير الطعام حتى ليأكل الجيش كله من شاة عجفاء ، ليزداد المسلمون بصيرة في أمرهم ، وثقة بربهم ، ولينجزوا أمر الجهاد ومن ثم ، يحققون الأهداف الإلهية باختيارهم وبملئ إرادتهم لينالوا ثواب المجاهدين الصابرين . .

182

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست