نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 180
والاجلال ، والتقديس . . الأمر الذي يؤدّي إلى المزيد من الحرص على التأسي به ، وإلى عمق تأثير كلامه في النفوس ، وإلى مزيد من الدقّة في التعامل معه ، وما إلى ذلك من قواعد وفوائد جليلة وهامة . 11 - وأما عن التشريف في الآخرة لا في الدنيا ، فإن الله قد شرّفه في كتابه الكريم مزيد تشريف حيث أمر الناس بالصلاة عليه . . وبأن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته ، وبأن لا ينادوه من وراء الحجرات ، وبأن لا يقدّموا بين يدي الله ورسوله . وأن يقدّموا بين يدي نجواهم صدقة . . وبأن لا يكون دعاء الرسول بينهم كدعاء بعضهم بعضاً ، وحرم الزواج بنسائه من بعده . . وغير ذلك كثير . فهل إن ذلك كله من التشريف له ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! أم إنه قلة مبالاة وعدم اهتمام ؟ ! وهل نسي هذا البعض قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ( ، فهل رفع الذكر لا يدخل في نطاق التشريف والتكريم ، كما وأنه سبحانه قد أعطاه الكوثر من خلال ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . بل إن الله سبحانه إذا كان قد كرم بني آدم ، وكرم المؤمنين وميّزهم أيضاً على الكافرين ، فهل يعقل أن يكون قد ترك أنبياءه ، وأولياءه كسائر الناس ، خلواً من أي تكريم . . ؟ ! 12 - أما قوله : " أما الدنيا فلا قيمة لها عنده ، ولذلك لم يجعلها أجراً لأوليائه ، بل أتاح الفرصة الكبرى فيها لأعدائه . . " . فهل يعني : أن المؤمنين حتى الأنبياء يجب أن يكونوا في الدنيا أذلاء حقراء ، خالين من أوسمة الشرف التي يستحقونها بظل الله وعنايته ، ولا كرامة لهم ، ولا قيمة ؟ ! . وهل إن التكريم في الدنيا ، هو عمل دنيوي أم إنه عمل يقصد به شد عزيمة الناس ، وتعميق ثقتهم برموزهم الكبار ، وبسط الرجاء والأمل لهم فيهم ، وتأكيد حالة الإكبار ، والإجلال في نفوسهم . . ليتأكد إلتزامهم بهذا ، وليعيشوا حالة الاعتزاز به ، والإحساس بالمجد ، والكرامة ، والسؤدد فيه . . 13 - وعن احتماله :
180
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 180