نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 179
8 - إن ما ذكره من أن المعجزة إنما تكون في مقام التحدّي ، وبعدها تعود الرسالة إلى مجراها الطبيعي ، ويعود الرسول إلى الوسائل العادية ، كأي إنسان آخر من دون أن يبادر إلى أي وسيلة عادية غير دقيق . . فإن ما تقدم يظهر لنا : أن الرسول الشاهد يحتاج إلى الاطلاع المباشر على ما يشهد به ، فيرى من خلفه ، وتنام عيناه ، ولا ينام قلبه ، ويرى أعمال الخلائق ، وذلك يحتاج إلى وسائل غير عادية ، والرسول المسؤول حتى عن البقاع والبهائم يحتاج إلى وسائل غير عادية ليعرف لغات البهائم ويحل مشاكلها ( علّمنا منطق الطير ) . ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ، لا يحطمنكم سليمان وجنوده ، وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها ( . ولنتذكر أيضاً حديث سليمان مع الهدهد . . وكذلك ما قدمنا في هذا المورد وموارد أخرى من هذا الكتاب حيث تكلّمنا حول هذا الموضوع أكثر من مرة . 9 - ونجد في سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) مبادرات كثيرة إلى الوسائل غير العادية للتخلّص من المشاكل . . وقد طلب سليمان من الذين حوله أن يأتوه بعرش بلقيس بوسائلهم غير العادية ، فكان له ما أراد ، كما نص عليه الكتاب العزيز . وفي حرب الخندق أطعم النبي ( ص ) الجيش الجائع كله من شاة عجفاء ، وحطم الصخرة التي اعترضت الجيش في حفر الخندق فعجز عنها - حطّمها - بثلاث ضربات ، ولو أردنا استقصاء الموارد التي من هذا القبيل لكان علينا ملء عشرات بل مئات الصفحات من تاريخ النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، ولا يمكن لأي كان من الناس أن يعتبر ذلك كله في عداد الموضوعات والمختلقات ، فكيف أجاز هذا البعض لنفسه : أن يدعي أن معجزة النبي ( صلى الله عليه وآله ) الوحيدة هي القرآن ؟ ! . 10 - أما قوله : " إن التشريف لا يتمثل في إعطاء القدرة دون قضية " فغير مقبول أيضاً . . فإن التشريف نفسه هو القضية ، حيث يؤدّي إلى المزيد من الاحترام للرسول ، ورفعة شأنه ، وتعميق الارتباط به من موقع التعظيم ،
179
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 179