نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 64
بينهما من حيث التعبير فسمى ما للأنبياء تفضيلا ونسبه إلى نفسه ، وسمى ما عند الناس بالاختلاف ونسبه إلى أنفسهم ، فقال في مورد الرسل ( فضلنا ) وفي مورد أممهم ( اختلفوا ) [1] . وقال السيد عبد الاعلى السبزواري : ( ورسل الله تعالى كلهم يشتركون في فضيلة الرسالة ، ويستوون في هذا الموهبة الإلهية والمنحة الربانية ، ويتفقون في أصل النبوة القابلة للتشكيك إلى مراتب متفاوتة ، وهم حقيقون بالاتباع وجديرون بالاقتداء بهديهم ، إلا أنهم متفاضلون في الدرجات ويتفاوتون في المقامات ، ففيهم من هو أفضل ومن يكون مفضلا عليه بما امتاز به الأفضل من الخصائص ، التي لا يعلمها إلا الله تعالى ، قال عز وجل : ( الله يجتبي من رسله من يشاء ) والمراد بالرسل جميعهم ، ولكن خص بعضهم بالذكر والوصف تعظيما أو لأجل بقاء أتباعهم ، وهم ثلاثة من أولي العزم : موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم . . . ورفع الدرجة من الأمور الإضافة النسبية ، فيصح أن يكون لرسول رفع درجة من جهة ولآخر رفع درجة من جهة أخرى ، ولا ريب في أن لسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله أرفع الدرجات على سائر الأنبياء . . . . ويستفاد من الآية الشريفة أمور : الأول : الآية الشريفة تنص على تفضيل رسل الله بعضهم على بعض ، وهو لا يكون على حد الالجاء والاضطرار ، بل ينتهي إلى الاختيار لترتفع الدرجات وتزداد المثوبات ، وليس ذلك من قبيل تفضيل الأحجار الكريمة على سائر الأحجار ، فقد شاء الله تعالى أن يكون بين رسله تفاضل حاصل من اختيارهم ، ليكون لهم الجزاء الأوفى والدرجات العالية . إن قلت : إنه ذكرتم التفاضل قد يكون بحسب الذوات الشريفة ، فربما يكون بعض الأنبياء أكثر استعدادا من غيره ، وهو خارج عن الاختيار ، كما ورد عن نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله : ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ) . قلت : إن ذلك لم يكن على نحو العلية التامة المنحصرة ، بل هو من مجرد الاقتضاء فقط ، وإلا لزم فيه مفاسد كثيرة ، لا يمكن الالتزام بها ، فيكون المقام مثل قوله تعالى : ( فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) ، وليس مثل قوله تعالى : ( ونفضل بعضها على بعض في الاكل ) الذي يكون غير اختياري . . . . ( إلى أن يقول ) الخامس : ذكر بعض المفسرين إشكالا على تفسير هذه الآية المباركة ، بما ورد عن نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله بطرق مختلفة : لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون - أي يغشي عليهم - يوم القيامة ) . وقوله صلى الله عليه وآله : ( لا تفضلوا بين أنبياء الله ) ، وفي بعض الاخبار عنه صلى الله عليه وآله : ( لا تخيروني على موسى ) ، أو : ( لا ينبغي لاحد