responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 63


ويقال في جواب هذا الادعاء : أنه لا خلاف في أن استخدام لفظ التفضيل قد اختلف في الآيات القرآنية ، فبعضها يشير إلى تفضيل النعمة كقوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) [1] ، وقوله تعالى : ( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ) [2] ، ولكن بعضها الاخر يشير إلى تفضيل القيمة مثل قوله تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) [3] .
ويظهر من سياق الآيات السابقة وجه الفرق في جهة التفضيل ، فإن قيمومة الرجل على المرأة أو سعة الرزق إنما تكون فيما يخص أمر المعاش والحياة الدنيوية ، أما تقدم المجاهدين على القاعدين فهو يعود للعمل المقرب من الله والثواب الأخروي .
ولذا لابد في التمييز بين جهتي التفضيل هو ملاحظة مضمون الآية وسياقها ، وفيما نحن فيه فإن الآية بمضمونها وسياقها تدل على أن التفضيل هنا تفضيل للقيمة ، فهي تتحدث عن التفاضل بين الرسل الذين لهم مقامات عالية في القرب من الله عز وجل لا الأمم والناس العاديين ، وكذلك تشير إلى وجود جهات للتفضيل بينهم ، فمنهم من كلم الله ، ومنهم من أيده الله بروح القدس وآتاه البينات ، وهذه الجهات لهي من كرامات الله في حق كل واحد منهم ولا يمكن لأي إنسان عادي أن يبلغها ، بل لم يبلغها أي نبي غير الذي اختص بها ، فهي من مختصات بعضهم دون الاخر ، ويشهد لذلك ما ذكرناه سابقا من رواية العياشي في تفسيره عن الامام الصادق عليه السلام [4] .
ويؤيد ذلك أقوال علمائنا في تفسير الآية ، فقد قال الشيخ الطوسي :
( إنما ذكر الله تعالى تفضيل بعضهم على بعض لأمور : منها أن لا يغلط غالط منهم فيسوي بينهم في الفضل كما استووا في الرسالة . . . ) [5] ، وتبعه على ذلك الطبري في تفسيره [6] .
وقال العلامة الطباطبائي :
( وفيه دلالة على التفضيل الإلهي الواقع بين الأنبياء عليهم السلام ففيهم من هو أفضل وفيهم من هو مفضل عليه ، وللجميع فضل فإن الرسالة في نفسها فضيلة وهي مشتركة بين الجميع ، ففيما بين الرسل أيضا اختلاف في المقامات وتفاضل في الدرجات مع اتحادهم في أصل الفضل وهو الرسالة ، واجتماعهم في مجمع الكمال وهو التوحيد ، وهذا بخلاف الاختلاف الموجود بين أمم الأنبياء بعدهم فإنه اختلاف بالايمان والكفر والنفي والاثبات ، ومن المعلوم أن لا جامع في هذا النحو من الاختلاف ، ولذلك فرق تعالى



[1] الآية 34 من سورة النساء .
[2] الآية 71 من سورة النحل .
[3] الآية 95 من سورة النساء .
[4] تفسير العياشي : ج 1 ، ص 135 ، ح 447 .
[5] تفسير التبيان : ج 2 ص 303 .
[6] مجمع البيان : ج 2 ، ص 358 ، ط دار إحياء التراث العربي .

63

نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست