responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 358


روي وفي أي زمان ومكان لصح لنا الاستشهاد مثلا بما رواه الكليني في فروع الكافي بسند موثق عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام : ( إن أمير المؤمنين عليه السلام رفع إليه رجل استأجر رجلا يصلح بابه فضرب المسمار فانصدع الباب فضمنه أمير المؤمنين ) [1] .
إن مثل هذا الاستشهاد مع وضوح بطلانه وضعفه ليكشف عن شيء من المستوي العلمي ل‌ ( فضل الله ) ، فمن ينقب عن أدلته يجدها في مهب الريح وأهون من بيت العنكبوت ، ولذا كان من الضروري الانتباه إلى أن قيمه الرأي ليس في أسلوب الخطابة ولا في استخدام الكلمات الطنانة بل في متانه الدليل ، فهو الميزان والمقياس في تقويم الآراء .
أما ثانيا : فإنه بعد الرجوع إلى المصادر التي تطرقت لذكر قصه زنا المغيرة بن شعبه بأم جميل لم نجد فيها ما يدل على عدم وجود الأبواب بل فيها دلاله معاكسه ، فالطبري يذكر قصه مشاهده المغيرة متلبسا بالزنا ضمن أحداث سنه 17 ه‌ كما يلي :
( كان الذي حدث بين أبي بكره والمغيرة أن المغيرة كان يناغيه ، وكان أو بكره ينافره عند كال ما يكون منه ، وكانا بالبصرة ، وكانا متجاورين بينهما طريق ، وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحده منهما كوة مقابله الأخرى [2] ، فاجتمع إلى أبي بكره نفر يتحدثون في مشربته ، فهبت ريح ففتحت باب الكوه ، فقام أبو بكرة ليصفقه ، فبصر بالمغيرة - وقد فتحت الريح باب كوة مشربته - وهو بين رجلي امرأة . . . إلخ ) [3] . فهذه الرواية ليس فيها ذكر لستار ، بل تتحدث عن باب الكوه ، وأن منشأ مشاهده المغيرة هو انفتاح باب الكوه بسبب الريح مما يعني أنه لم يكن محكم الاغلاق بمزلاج ونحوه ، ويفهم من الرواية أيضا القرب ما بين الغرفتين المتقابلتين من البيتين ، وبالتالي ضيق الطريق الفاصل بين البيتين .
أما رواية البيهقي فتقول : ( إن أبا بكره وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفه ، والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فإذا المغيرة بين رجليها . . . إلخ ) [4] . وهذه الرواية وإن ذكرت وجود الستار لكنها أكدت وجود الباب أيضا ، ونفس تعددهما دليل على الغيرية ، إذ لو كان الستار والباب بمنزله واحده لم يكن داع للتكرار وخاصه مع تباين التعبير بينهما بالفتح المناسب للباب والرفع المناسب للستر ، ويؤيد وجود الباب في البيت الذي مورست فيه الفاحشة أن من يريد أن



[1] الوسائل : ج 13 ، ص 274 ، ح 10 .
[2] المشربة : الغرفة ، والكوة : الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه ، وهو هنا بمعنى النافذة ، راجع لسان العرب : ج 1 ، ص 491 ، ج 15 ، ص 236 .
[3] تاريخ الطبري : ج 2 ، ص 493 ط الكتب العلمية .
[4] السنن الكبرى : ج 8 ، ص 235 ، عنه الغدير : ج 6 ، ص 137 ، وذكر في هامش ص 139 بعض المصادر الأخرى فليراجع .

358

نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست