نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 218
وماذا عن جلوس الله على عرشه ! أما ما ذكره البعض من أن : ( وفي الكتاب ( أي في الاختصاص ) أحاديث ربما تكون - من وجوه كثيرة - بغيرنا أشبه ، ولحالهم أليق ، وبنحلتهم أعلق ، منها الحديث المروي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : يجلسه الله على العرض معه . وهذا من الحديث المتشابه الذي لا يحيط به فهمي ) [1] ، ففيه : أولا : إنه على فرض بطلان الحديث وعدم وجود وجه للتأويل فإن ذلك لا يضر في صحة نسبة الكتاب ، وقد أشرنا سابقا إلى كلام السيد الخوئي ( قدس سره ) بخصوص ما أورد على كتاب سليم بن قيس من إشكال مشابه . أما ثانيا : فإن نظائر هذا الحديث كثيرة في كتبنا ، وهي لا تنافي ما عليه إجماع الامامية من أنه سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية ولا يقبل شيئا من لوازمها كالحركة والحيز وغير ذلك ، وكل ما جاء في القرآن أو الأحاديث فهو محمول على غير ظاهره بناء على رأي المعتزلة المؤولة أو محمول على ظاهره باعتبار المفهوم المأخوذ من مجموع الجملة أو كما يسمى ب ( الاجراء بالمفهوم التصديقي لا التصوري ) كما هو الحق . يقول الشيخ السبحاني في توضيح هذا الرأي : ( وحقيقة هذه النظرية أنه يجب الامعان في مفهوم الآية ومرماها مفادها التصديقي ( لا التصوري ) ثم توصيفه سبحانه بالمعنى الجملي المفهوم منها من دون إثبات المعنى الحرفي للصفات ولا تأويلها . توضيحه : إن للمفردات حكما وظهورا عند الافراد ، وللجمل المركبة من المفردات ظهورا آخر . وقد يتحد الظهوران وقد يتخالفان . فلا شك انك إذا قلت ( أسد ) ، فإنه يتبادر منه الحيوان المفترس . كما انك إذا قلت ( رأيت أسدا في الغابة ) يتبادر من الجملة نفس ما تبادر من المفرد . وأما إذا قلت ( رأيت أسدا يرمي ) فإن المتبادر من الأسد في كلامك غير المتبادر منه حرفيا وانفرادا وهو الحيوان المفترس بل يكون حمله عليه ، حملا على خلاف الظاهر . وأما حمله وتفسيره بالبطل الرامي عند القتال فهو تفسير للجملة بظاهرها من دون تصرف وتأويل . ولو سمع عربي صميم قول الشاعر : لدى أسد شاك السلاح مجرب * له لبد ، أظفاره لم تقلم فلا يشك في أن المراد من الأسد هو البطل المقدام المقتحم لجبهات القتال لا الحيوان المفترس . وكذا لو سمع قول القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر من صفير الصافر لا يتردد في نفسه بأن المراد هو الانسان المتظاهر بالشجاعة أما الضعفاء ، الخائف المدبر عند لقاء الابطال . فلا يصح لنا أن نتهم من يفسر البيتين بالانسان الشجاع أو
[1] حجة الشيعة الكبرى المفيد بين الغلاة وأهل الخلاف : ص 114 .
218
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 218