نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 91
وسوف لا يكون العوام وحدهم ضحية هذه الخطيئة ، بل العلماء أيضا ، حين يقفون علومهم على هذه المصادر دون محاكمة وتمحيص . والسؤال : كيف اجتازت عيون التاريخ الإسلامي تلك الأجواء والمؤثرات لتحفظ لنا حقائقه ؟ لا شك أن الوقوف على المشاهد الحية لإثبات حقيقة ما هو أهم بكثير من البحوث النظرية والبراهين الفلسفية . وهذا ما سنكتفي به هنا . مشاهد حية المشهد الأول قال الزبير بن بكار : قدم سليمان بن عبد الملك إلى مكة حاجا سنة 82 ه فأمر أبان بن عثمان أن يكتب له سير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومغازيه . فقال له أبان : هي عندي قد أخذتها مصححة ممن أثق به . فأمر سليمان عشرة من الكتاب بنسخها ، فكتبوها في رق ، فلما صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين وفي بدر ، فقال : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فإما أن يكون أهل بيتي غمطوا عليهم حقهم ، وإما أن يكونوا ليس كذلك ! فقال له أبان : أيها الأمير ، لا يمنعنا ما صنعوا أن نقول بالحق ، هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا . فقال سليمان : ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين لعله يخالفه . ثم أمر بالكتاب فخرق ، ورجع فأخبر أباه عبد الملك بن
91
نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 91