نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 98
إلى مركز الخلافة رغم تلك الأحزاب صيانة لحقوقها بالذات ، وحفظا لبيضة الدين . قال المحدث : وإليك ما رآه عمار خلال تلك السنة في قصة رائعة العبر : أطلت السنة العاشرة الهجرية ( 632 م ) بفتح عجب ، ونصر لم يعهد لحركة تحرير في التاريخ ، فقد ظهر الإسلام ، وعلت كلمته حتى حج النبي في أخريات السنة التاسعة حجة الوداع وخلفه عشرون ومئة ألف ، توافدوا إليه من أطراف الجزيرة : شمالها وجنوبها ، وزحفوا براياتهم الإسلامية من اليمن وتهامة وحضرموت ومهرة واليمامة ونجد وأطراف الحجاز ، في مظهر لا شئ أدل منه على خضوع العرب في شبه الجزيرة كلها للوحدة الإسلامية ، وانقيادهم للنظام الجديد . بات الإسلام - إذا - منيعا ، وبات حكمه نافذا يتلفت إلى تطهير الهلال الخصيب من شرك وتثليث ، كما طهر الجزيرة من شرك وتثليث ، بل إنه ليتلفت إلى دولة الإنسان في عالم واحد حر ، ويسعى إلى تحقيق وحدة معنوية تنتظم هذا الكوكب الأرضي كله ، وتفرض عليه توحيدها وعدلها وخيرها ، ما بهر الدنيا من فضائلها ونورها . ولم يكن شئ يسعد النبي أو يدخل على نفسه من الغبطة ما أسعده هذا الظفر ، وأدخل الغبطة على نفسه من سيادة الله ، وسيطرة أحكامه .
98
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 98