نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 97
قال المحدث : وقد اختار عمار هذا الحزب القليل ، وبرر قلته عنده كون النبي إلى جانبه ، وكون زعيمه علي محسودا بتأييد النبي له ، وبفضائل ليس لحاسديه واحدة منها ، وكونه الحزب المترفع بالحق ، المرجو له ، فلا يصطنع الدسائس ، ولا يتمرغ في الأوحال ، وسائله للوصول شريفة كغاياته ، فلو خير بين الوصول منحرفا ، وبين التأخر مستقيما ، لم يتردد بإيثار التضحية على العافية . وكان استعداده للتضحية من أكبر عوامل قلته وكثرة غيره ، وقد رأيناه بعد ذلك مستقيما على طريقته يرى النجاح - كل النجاح - بانتشار الإسلام وعلو كلمته ، ثم لا يقيم لنجاحه الشخصي أي وزن ، وبهذا كان له أوفر حظوظ الناجحين في التاريخ . قال المحدث : ولم يكن اختيار عمار حزب الأقلية حبا بالبلاء ولا شهوة للانفراد ، وإنما كان نتيجة لانصهاره بوهج الحرارة النبوية ، التي نبضت بها دقات حياته منه انتشرت أشعة الإسلام ، وقد بلغت هذه الحرارة أقصى درجاتها في آخر سنة من حياة النبي . وما كان عمار غائبا تلك السنة ، بل كان كالعهد به قريبا من النبي يمتلئ منه صمته المفكر وعيا وإيمانا وعلما ، وكان النبي في هذه السنة قلقا على مصير الإسلام ، مؤرقا تزعجه فتقسو في إزعاجه فتن يراها مقبلة كقطع الليل المظلم ، وكان يهب أنشط ما كان لدفع هذه الفتن لا يرى أحدا قويا على دفعها بعده غير ( علي ) فيحصر همه من سنته تلك ، ويفرغ جهده لا للنص على أبي الحسن فقط ، بل على إيصاله
97
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 97