نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 96
موقف زعيمه من حركة الإسلام ابتداء ، وتواتر نفاقه انتهاء ، ووضوح مطامعه في كل حال ، لذلك اختبأ وراء ابن عمه عثمان ، وخلف صهره عبد الرحمن بن عوف سيد بني زهرة ، وأرسل من أفاعيه المغيرة بن شعبة وابنه معاوية ، واتصل بأخلاط المشركين ممن دخلوا الإسلام كرها ، وراق لهم أن يتخذوه سلما ، ومضى يعمل على مهل لا يستطيل الوقت ولا تفوته الفرصة . استكبر بعدئذ أو أظهر استكبار خلافة أبي بكر - وهو أقل حي في قريش - فانضم إلى علي ، فإذا رفضه علي ، هدأ وتقرب إلى عمر بحزبه على دخل ومداهنة ، فإذا قربه عمر وطالت به الأيام دفع المغيرة بن شعبة إلى اغتياله ، ودفع هذا غلامه أبا لؤلؤة فاغتال عمر ، ودفع عمر الخلافة ثمنا لاغتياله إلى أبي سفيان بيد عثمان . أبو سفيان قتل عمر وتسلم منه الخلافة ، وعمر مغتبط محبور ، لأن أبا سفيان يتملقه ويتجند لخصمه في ظاهر الأمر ، ويتجند عليه وعلى خصمه معا في باطنه ، وكان هذا الداهية زعيم حزب قائم في المدينة أيام النبي ، يعرفه النبي ولا يجد عليه سبيلا لاستتاره . ولا يخرج عن هذه الأحزاب في عاصمة النبوة إلا حزب الأقلية : علي ووراءه بنو هاشم ، ونفر أحصيناهم فلم يزيدوا على سبعة ، هم : سلمان الفارسي ، وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي ، وفروة بن عمر الأنصاري ، والزبير بن العوام . وقد شذ هذا الأخير بعد أن نشأ ابنه عبد الله متأثرا بهوى أمه أسماء بنت أبي بكر .
96
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 96