نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 47
وأقول لهما هذه المرة : لا نبرح حتى نتعاهد على الانصراف عن هذه الزيارة ، ثم لم ألتقهما على حال من هذه بعد . وأشهد لقد سمعت ما سمع عمي ، وسمعت ما سمع أبو الوليد ، وعرفت مما سمعت مثل الذي عرفا ، فإن كنا اجتمعنا لنصرح بما في أنفسنا من محمد وحقه ، فهذا ما بنفسي ، ولكننا إنما اجتمعنا لأمر آخر فخوضوا فيه مشكورين . ضحك أبو سفيان وقال : لقد أذكرتني أبا الحكم ، وكنت ناسيا كيف وجدت ما سمعت ؟ ويقول أبو جهل : أكنت غائبا وحضرت الساعة ؟ لقد أنبأتك عما سمعت منذ لحظة ! . قال أبو سفيان : كنت شاهدا - وحقك - وقد سمعت وصفك الرائع كله ، وشربته بأذني وعيني جميعا . ولكني أسألك من جديد خائضا فيما اجتمعنا من أجله . كيف وجدت ما سمعت ؟ قال أبو جهل : وكيف وجدت أنت ما سمعت من محمد ؟ فقال أبو سفيان : سمعت أشياء يفهم أقلها ، ولا يفهم أكثرها ولا يعرف ما يراد بجملتها ! . قال أبو جهل : ورأيي أنا فيما سمعت من محمد أننا تنازعنا وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء . فمتى ندرك مثل هذه ؟ فوالله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه ! . قال أبو سفيان : نعم ما رأيت - أبا الحكم - ولكن اهبط من
47
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 47