نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 48
عبد مناف إلى هاشم ، فأنت جدير إذا هبطت أن تكون أكثر ناصرا ، وأقرب إلى ظفر ، ونحن من عبد مناف تنازعنا وبنو هاشم الشرف أطعموا وحملوا ، فأطعمنا وحملنا ، فلما كنا كفرسي رهان أو كدنا ، قالوا : منا نبي ! فمتى ندرك مثل هذه ، فوالله لا نؤمن به أبدا ، ولا نصدقه ! . قال أبو لهب : ولا هذه ! لقد آثرتكم على أهلي وهم من تعلمون ارتفاع كعب ، وسعة نفوذ ، وتقدم شرف ، وكثرة أنصار فلا تجعلوها هاشمية مخزومية أموية ، فإنكم إن تجعلوها كذلك ، لا تقفوا لأبي طالب وإخوانه وبنيهم وأنصارهم ، ولكن حاربوا محمدا وأنا عمه معكم . فقد سفه أحلامنا ، وعاب آلهتنا ، وسب آباءنا ، ولم يأت فتى إلى قومه بشر مما أتى به محمد إلينا . فقال العاص بن وائل : القول ما يقول أبو لهب . ألم نعذر بابن أخيك يا ابن شيخنا ؟ لقد وضعنا تحت قدميه أموالنا ، ونزلنا له عن مكان السيادة المطلقة فينا ، وتقدمنا إلى سيد الهاشميين ، وسيد مكة أبي طالب ، أن يشفع لإلهتنا وآبائنا عنده بما يشاء من ثمن ، ولكنه أبى إلا المضي في أمره ، قائلا : " والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ، ما أنا بتارك أمري أو أموت دونه " . فأعلنها حربا سافرة ، وأعلنها أبو طالب معه حربا مقنعة ، في عناد يهدد كياننا ، ويقتر أرزاقنا ، ويقلص نفوذنا ، أترانا بعد ملومين في التألب عليه ، والتنكر له ، والإغراء به ؟
48
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 48