نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 46
بال النشوة من صلاة محمد ، تغير مدخل النشوة فتنسكب في الأذن وتصب فيها وتشيع منها دبيبا وانتعاشا لا والله ما عرفت مثلهما في نشوة خمر ، ولا نشوة نصر ، ولا نشوة من هذه النشوات التي ألفناها ، ومارسناها وطال بها عهدنا ، أفتعجبون ؟ لقد أسرني محمد في ركني ذاك بحبال من صلاته إلى الفجر . وما نبهني إلا النور يفتح علي عيونه ويلقي علي القبض متلبسا بالجريمة ، وخفت الافتضاح ، فحملت نفسي ورجعت أدراجي ، وبينما أنا في منصرفي لاح لي من هنا رجل يتسلل ومن هنا رجل يتسلل ، فقلت في نفسي : ثكلتك أمك يا عمرو ! هذه قريس تتجسس عليك ، وأسقط في يدي ، ثم تبينت فإذا أبو حنظلة نفسه من هنا ، وإذا الأخنس بن شريق الثقفي من هنا ، ساعيان إلي في مثل ما بي متمايلان كأنهما خارجان من حانة ، ويفرخ روعي حين أعلم أن زلزالي حل بهما ، وأرسلهما كما أرسلني يرشفان من سحر محمد وخمره ، ثم تتلاحى ، ويوصي بعضنا بعضا أن لا نعود إلى مثلها ، وإلا كنا قدوة للسفهاء نطمعهم باتباع محمد والتهافت عليه ، ولكني أفقد من زمامي في ليلتي الثانية ما فقدته في ليلتي الأولى ، وأجدني مسوقا بدافع خفي ، متسللا تحت الظلام إلى ركن أرى منه مصلى محمد وأسمع فيه صوته ، فأشرب بأذني من خمره نشوة ما عرفتها للخمر ، وما عرفتها للنصر ، فإذا نبهني الفجر التقيت صاحبي ، ولحوتهما ولحواني ، وتوصينا ثم انصرفنا ، وفي فجر الليلة الثالثة التقيت صاحبي كما التقيتهما مرتين من قبل ،
46
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 46