نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 244
الخطر ، إنهما يقاتلان دوننا ، وتقول لهما أنتما في النار ؟ فيقول عمرو : والله هو ذاك ، والله إنك لتعلمه ، ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة . وقال عبد الله بن عمرو بعد ذلك لأبيه ، وهما منصرفان مع معاوية من صفين : يا أبت إني سمعت رسول الله يقول لعمار : " تقتلك الفئة الباغية " ويلتفت عمرو إلى معاوية في خبث فيقول له : ألا تسمع ما يقول هذا الغلام ؟ فيقول معاوية : ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ! أنحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاؤوا به ، ويستضحك الداهيتان ! وقال عمرو بن العاص يوما لجلسائه : إني لأرجو أن يكون رسول الله مات يوم مات وهو لا يكره رجلا فيدخله الله النار . فقالوا له : قد كنا نراه يحبك ، وكان يستعملك ، قال : الله أعلم ، أحبني أم تألفني ، ولكنا كنا نراه يحب رجلا قالوا : فمن ذلك الرجل ؟ . قال : عمار بن ياسر . قالوا : ذلك قتيلكم في صفين ! . قال : قد والله قتلناه . وتفرق أهل الشام بعد قتل عمار عن ألويتهم ، يأبون أن يكونوا هم الفئة الباغية ، واختلطوا بأهل العراق ، وراق لعمرو أن يمتحن ذهن ملكه في هذه المشكلة ، فأكد لأهل الشام قوة ذاكرتهم فيما حفظوا بشأن عمار ، واستقامة أفهامهم لما حفظوا ، فأعرض معاوية عن وزيره ، وأقبل على جيشه يقول لهم : ذاكرتكم لا شئ أوعى منها ، ولكن حديث الفئة الباغية
244
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 244