نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 228
عن المنبر قائلا : ألا تبح من النهيق أيها الحمار ؟ ما بقاؤك في هذا القصر بعد أمر أمير المؤمنين ؟ ( أخرج لا أم لك ) . ويطلب إليه المسكين تأجيله ليلة في الكوفة يستجمع فيها أمره ثم ينصرف ، فيؤجله شرط أن لا يبات في القصر ، وتحاول الغوغاء الاستفادة من عزله فتغير على متاعه ، ولكن الأشتر يمنعهم ويقول لهم : حسبكم طرده . ويستقيم أمر الكوفة فتتجهز الكتائب وتتألف السرايا ، تتابع هذه وتلك إلى منظم صفوفها البكر ، وعلم رشدها الرفاف . ويكون عمار أحد ألوية يوم الجمل المحبوبة الموهوبة ، جعله علي أميرا على خيله كلها فنظمها بفن علوي ، واندفع بها بنخوة إيمان بدري يكتسح بها من أمامه اكتساحا صاعقا رهيبا ، فما رؤي شاب له خفة هذا الشيخ ونشاطه ، وربما تصدعت بعض جبهات الجيش العلوي ، ولكن جبهة عمار كانت أمنع من عقاب الجو ، وكانت تمد الثغرات الضعيفة في بنائها العسكري بقوة تثبت الأقدام ، ثم تدفعها إلى الكرة سليمة ظافرة . ولم يكن يمسك جيش أم المؤمنين غير العصبية ، والدفاع عن امرأة مستجيرة ، وكان في جيش علي أكثر من حقيقة تهزم جيش الجمل ، وتضعضع معنوياته ، وكان عمار إحدى هذه الحقائق الثابتة ، أليس هو الشهيد الذي تقتله الفئة الباغية . ومن عجب أن المعركة الطاحنة تدور ، وعلي في مقره
228
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 228