نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 227
ولم يسكت عمار حتى قبض على ناصية الموقف ، وسيطر على عقول الناس وعواطفهم ، غير أن أبا موسى لم ييأس ، فعاد يكلم الناس ويحاول الرد على عمار ، فقاطعه زيد بن صوحان قائلا : يا عبد الله بن قيس - وهو اسم أبي موسى - أتطمع أن ترد أمواج الفرات ؟ دع عنك ما لست تدركه ، وغضب لأبي موسى شبث بن ربعي ، وبعض بني تميم ، فتكلم قيس بن سعد ، وشريح القاضي ، وعلت الصيحة من هنا وهناك تؤيد عمارا ، ويؤيد أضعفها وأقلها أبا موسى ، فاضطر أبو موسى إلى الانسحاب إلى قصر الإمارة حيث نصب له فيه منبر انطلق منه يتابع دعوته إلى احترام عائشة ، والتخلي عن نصرة علي ، وكانت كثرة الناس في المسجد تلتف حول الحسن وعمار وأصحابهما ، وقيل لهما : إن أبا موسى قائم على منبره في القصر فانتقلا بمن معهما إليه ، عمار يفند منطقه ، ويقيل رأيه ، والحسن يأمره بالنزول عن المنبر ومغادرة القصر . وبينا هم على هذه الحال إذا بضجيج يعلو ، وجماهير تتدفق وأصوات ترتفع : هذا الأشتر . . . لقد جاء الأشتر . ويبتدر غلمان القصر إلى أبي موسى يؤكدون له قدوم الأشتر ، قال الذي رآه : إمتقع وجه المسكين ، وأفلجت شفتاه ، وانحلت عزيمته ، فزحف عن المنبر زحفا مقلوبا ، وعاد من ذوات الأربع ! . وكان علي أرسل الأشتر لحسم النزاع ، وكانت تصله أخبار الكوفة منظمة ، فلما أطل الأشتر ابتدر الأشعري وهو يتدحرج
227
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 227