نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 224
صحابيين إلا أنهما ناكثان خارجان على سلامة الدين وأمن الدولة ، فقتالهما وقتلهما لا يحتاج إلى فتيا ولا دليل ، ثم دعا الجمهور إلى لقاء علي ، إن لم يكن لنصره فلجداله وتبين الحق في مناظرته ، فإن كان معه نصروه ، وإن كان عليه خذلوه . وإنك لتلاحظ في خطبة عمار وضوح الطابع الديمقراطي المعتمد في إثبات الحق على الحرية ، وقوة الإقناع قبل الاحتكام إلى السيف ، والحق أن هذه إنما هي روح علي في تلميذه وطريقته في معارضته وحكمه جميعا ، فقد كان يعطي للمعارضة من الحرية أوسع ما تعطيها الحكومات في أحدث المجتمعات الديمقراطية اليوم وهذا ما عيب عليه ، وعد ضعفا في سياسته ، وهو في الواقع قمة القوة في هذه السياسة . وكان أبو موسى يعرف لعلي هذا الرأي السمح ، لذلك امتنع على رسله إليه ، ولذلك استمر في امتناعه ، وها هو ينهض بعد عمار فيقبل على الجمهور بما عنده من رأي وحجة ، فيوجه الناس نحو القعود وينصح لهم بالسكينة ، واجدا من ( الأخوة الإسلامية ) و ( حرمة الدماء ) و ( تجنب الفتنة ) أدلة على وجوب وضع السلاح ، ومضى قوي العارضة ، مستقيم المنطق ، متسق البيان ينهاهم عن نصرة علي ويأمرهم باحترام أم المؤمنين ، ويرشدهم إلى الاعتزال حتى يكون مثير الفتنة حطبا لنارها ، ولم يفته أن يبني كلامه على القرآن والأحاديث والقواعد الإسلامية العامة المسلمة ، وكان من أعظم الأحاديث
224
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 224