نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 223
يستقبلون معلمهم متحفظين ، ويهتمون أول ما يهتمون باكتشاف شخصيته ، فإن وجدوه طيب القلب ، كريم الشمائل ، أراحوا أنفسهم في معاناته ، وإن وجدوه حازم الإرادة ، صعب المراس كان كل همهم إرضاءه ، والإسراع إلى طاعته ، كذلك كان أهل الكوفة مع ولاتهم وحكامهم . أما عمار فيعرفونه ، وقد نجح في امتحانهم من قبل ، ولكن الحسن جديد عليهم ، إنهم يعلمون أنه ابن إمامهم وسبط نبيهم ، وسيد شبان أهل الجنة ، ولكنهم يستقبلونه متحفظين ، ويرسلون إليه عيونا وآذانا ناقدة ، فيأخذهم الحسن بروعة جماله ، ويأخذهم بوقار سمعته ، ويأخذهم بسحر بيانه ، ويظهر لهم تفوق هذا الحديث الشاب في أول موقف وقفه على جمهورهم ، خافوا عليه العي والحصر قبل أن يتكلم ، فلما انطلق وهدر وتفجر قالوا : الله أعلم حيث يجعل رسالته . فلما جلس الحسن نهض عمار - وكان أحاط بأخبار الكوفة في القادسية من طريقه - وأقبل على الجمهور محتبيا بحمائل سيفه ، يستعرض مبادئ الإسلام ، ويعرض للقيم النضالية فيها ، ويشرح في ضوء هذا كله خصائص علي ومواقفه وميزاته ، ثم ينتهي إلى مشكلتهم الحاضرة التي تمتحنهم بأحد محذورين : مخالفة الدين ، أو حرمة أم المؤمنين ، وحل لهم هذه المشكلة حلا فقهيا صريحا ، محكما في الحل تقديم الأهم وهو حفظ الدين ، على المهم وهو احترام أم المؤمنين ، ولم يكن عنده لطلحة والزبير كبير خطر ، فهما وإن كانا
223
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 223