نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 222
وأمره بالتخلي عن الأمر لرسوليه ، وتبطئ عليه أخبار الكوفة فيخشى عليها الفتنة . ويدنو إليها من الربذة إلى ذي قار ، ويرمي أبا موسى فيها بابنه الحسن ووزيره عمار بن ياسر ، ومعهما من فرسان الفكر والسيف قيس بن سعد ، وزيد بن صوحان ، ليجهزا على حكمه إذا بقي منه شئ يمتنع على ابن عباس وابن أبي بكر ، والواقع أن أبا موسى كان ما يزال ثابتا لابن عباس وصاحبه ، يرقى المنبر إذا فرغ الرجلان من دعوتهما ، فيخذل الناس ويدعوهم إلى الروية والأناة ، ويخترع لهم عن النبي أخبارا فيها ما يأمر بتجنب الفريقين ، وفي الكوفة أولياء لعلي وفيها قليل من الخصوم ولكن للكوفة مزاجا غريبا لا يقاس بالولاء والعداء ، وإنما يقاس بالرغبة الخاصة ، وبالظروف التي تحف بالحوادث ، وكان هذا الظرف من الظروف التي تروق فيه لمزاج الكوفة المماطلة والتردد والأناة ، فلا يحملها في مثله شئ على الجد مثل الشدة ، ولم يؤمر عبد الله بالشدة على أبي موسى ، وأبو موسى لم يحل حتى الآن بينه وبين الحكم ، ولا بينه وبين المنبر ، وما دام مطاعا في القصر ، مخلى بينه وبين المنبر فمزاج الكوفة يلذ المماطلة ، ويلذ التردد والأناة . على مثل هذه الحال أقبل الحسن ومعه عمار أمير الكوفة بالأمس وصاحبها الذي أصاب فيها توفيقا أدى إلى عزله . وللكوفة إلى مزاجها ذاك طبيعة كطبيعة التلاميذ الأخباث ،
222
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 222