نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 219
وفهم عليه عبد الله ما يقول ، وعلم أن حجته ملزمة ، تلزم عبد الله ببيعة أعطاها لقاتل أهل الصلاة ، وأعطاها لمن عفا عن زان محصن ، ولكنه كان رجلا فيه اعوجاج الخوارج ، وضعف الزهاد من محبي الشهرة ، لذلك اكتفى في الجواب بأنه مؤمن بحق علي وموقن بأن عليا ظلم يوم الشورى في أقل تقدير ، إذ صرف عنه الأمر بالسيف ، وأشار إلى نقد أبيه وتبرأ على أثر الإشارة هذه من عداوة علي سرا وعلانية ، ولم يزد فانصرف عنه عمار وقد أعذر . * وبلغه أن سعد بن أبي وقاص يلتوي عن العهد ، وينكث به ، فأتاه ، ولكنه وجد رجلا مريض النفس ، مختلط العقل ، فتركه لمحنته ، مترفعا عن مناظرته . * وبلغه أن محمد بن مسلمة الأنصاري ، يتلكأ تلكؤ هؤلاء المترفين المبطئين في طريق الحق ، فأسرع إليه ، فوجد عنده عقدة نفسية تتمسك بشبهة في بعض الحديث عن رسول الله تأمره بالاعتزال ، ويسلط عليها عمار فكره النير فيحل الشبهة ، ولا يتسع الموقف لحل العقدة . قال محمد : مرحبا بك - أبا اليقظان - على فرقة ما بيني وبينك والله لولا ما في يدي من رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو هنا يستعمل ذكاءه لاستدراج عمار - لبايعت عليا ، ولو أن الناس كلهم عليه ، ولكنه - يا عمار - كان من النبي أمر ذهب فيه الرأي .
219
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 219