نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 218
على صفقة لا يكون ربحها المادي مضمونا ، لهذا كله تملص من أبي اليقظان واستمهله ( حتى تنجلي الظلمة ويطلع قمرها فيسري مبصرا ) وهو جواب شبيه بالمغيرة شبها صريحا مستقيما لا غموض فيه ولا التواء ولكن ( الداعية ) من طبيعته الالحاح ، فيكر عليه عمار قائلا : معاذ الله يا مغيرة ! تقعد أعمى بعد أن كنت بصيرا ؟ أنظر ما ترى وما تفعل أما أنا فلا أكون إلا في ( الرعيل الأول ) . ولم يقل عمار ( أنا ) بوصفه عمارا ولكن بوصفه ( علامة هدى ) . ومضى آخذا بزمام المغيرة يشكمه بالحجة تلو الحجة ، والمغيرة يروغ ، وكان علي يسمع الحوار ، وكان الحوار عقيما دون شك ، فيقول علي ( دعه - يا عمار - فإنه لم يأخذ من الدين إلا ما قاربه من الدنيا ، وعلى عمد لبس على نفسه ، ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته ) . * ولم يعجبه اعتزال عبد الله بن عمر فاستأذن أمير المؤمنين في مناظرته ودعوته إلى نصرة الحق ، ثم ذهب إليه باسم الإسلام ، يزيح عنه شبهات عزلته بوعي المسلم المجتهد ، ومنطق العالم القانوني فيقول له : ( يا أبا عبد الرحمن : إنه قد بايع عليا المهاجرون والأنصار ، ومن إن فضلناه عليك لم يسخطك ، وإن فضلناك عليه لم يرضك ، وقد أنكرت السيف في أهل الصلاة - أنكر ذلك قبل عهد علي - وقد علمت أن على القاتل القتل ، وعلى المحصن الرجم ، هذا يقتل بالسيف ، وهذا يقتل بالحجارة ، وأن عليا لم يقتل أحدا من أهل الصلاة فيلزمه حكم القاتل ) .
218
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 218