نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 204
وخرج ، وجاءته أموال العراق فقسمها في بني أمية خاصة ، وزوج الحرث بن الحكم إحدى بناته فوهبه بهذه المناسبة مئة ألف ، في أحداث من هذه لا تحصى ، شجعت الأقوياء على انتهاز فرص الاثراء غير المشروع ، بل ذللت لهم في كثير من الأحيان هذه الفرص على عمد ، لتشركهم بالأوزار وتقعدهم عن المعارضة ، فإذا الزبير ينمو نموا ماليا عجيبا . ترتفع مبانيه في الكوفة والبصرة ومصر ، ويبلغ نقده خمسين ألف دينار عدا ألف فرس من الحيوان ، وألف أمة من الإنسان . ومساحات عظيمة من الأطيان ، وإذا طلحة يرتفع له قصر في المدينة ، وآخر في الكوفة ويبلغ دخله اليومي من غلاته في العراق ألف دينار في كل يوم ، وإذا زيد بن ثابت يجمع من الذهب والفضة ما يكسر بالفؤوس غير ما يملك من الضياع التي قدرت بمئة ألف دينار ، وإذا عبد الرحمن بن عوف تتضخم ثروته حتى تزيد على نصف مليون ومليوني دينار عدا الإبل والخيل . إلى غير هؤلاء ممن فتنوا بالمال ، ولذ لهم الامتصاص ، فأقبلوا على ما أقبل عليه الأمويون ، وممن أشار إليهم عثمان من حصاره وهو يستنجد عليا إذ قال : ( وقد اتهمني من لا يدفع عن نفسه ) ونسي أن مسلك الأمويين هو الذي فتح الباب ، وألجمه عن إدانة هؤلاء وغيرهم بما يدينهم به الحق المعطل . على أن هذا كله كان مما يسكت عنه ، ويصبر عليه ، حتى يأذن الله باستدعاء الخليفة إليه ، لو أن الخليفة وسع النقد ، وعدل عن تصويب هذا المنهج بادعاء الصلاحية المطلقة حينا ،
204
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 204