نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 205
وبالسوط والإرهاب والحكم العرفي حينا آخر ، ولكنه ادعى الحكم المطلق ، فلما عورض لجأ إلى الأحكام العرفية ، فدفع الشعب إلى الفتنة دفعا . لغط الناس من سائر الأحزاب أول الشر بنقد قصوره والاحتجاج على أعطياته وولاته ، فخرج مغضبا ، وصعد المنبر ، وعرض لأقوال المعارضة ، وفندها بمنطق أريستقراطي قائلا : إن حلمه وسعة صدره أطمعا المعارضة بالاجتراء على قول ما تقول ، فلو عاملهم بشدة عمر الذي هو دونه لحبب إليهم الطاعة ، وكره إليهم الشغب ، ولكنه حلم فاجترأوا ، ثم عالنهم بأن تصرفاته التي يعيبونه بها إنما هي بعض حقه ، وأنه لو شاء لاستعمل كل صلاحياته فيأخذ حاجته من المال على نطاق أوسع ، وإن رغمت أنوف أقوام . ولا ينزل عن المنبر حتى يقول له علي : إذن تمنع من ذلك ويقول له عمار : أشهد الله أن أنفي أول راغم . * لم تكن كلمة عمار هذه أولى خطواته إلى المعارضة . فقد سمعت من قبل أنه نادى بالمعارضة قبل الجميع بين يدي غرفة الشورى ، ولم يستتر بعد ذلك في كل مناسبة من مناسبات النقد ، ولكنه كان بطبعه أقرب إلى السكينة ، وأدنى إلى الروية ، وأبعد عن النزق ، وكان يكتفي بغيره إذا لم يكن في الاكتفاء تقصير عن الحق ، أو تردد في خدمته ، وكان حتى الآن في أمن من لسان عثمان وسوطه ، يحميه منهما مجده النضالي
205
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 205