نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 202
وزاد الطين بلة أنهم رأوا الخليفة يحمي هؤلاء الصبيان الأغرار فيكرر سابقة عبيد الله بن عمر القضائية في الوليد بن عقبة . فيحميه من الحد ، في كبيرة ازدوج فيها شرب الخمر والاستخفاف بالدين ، إذ سهر ليلة مع قيانه وندمانه - وهو أمير للكوفة قبل سعيد بن العاص - يشرب حتى مطلع الصبح ، فلما دعي إلى الصلاة خرج إلى المسجد بثياب السهرة ، وصلى بالناس ركعتي الصبح ، ثم التفت إلى الجماعة - وما تزال الخمرة تخفف طبعه - فقال ساخرا : إذا شئتم زدتكم . ولا يخفى على الناس ما في إخضاع الصلاة الركن للزيادة والنقصان من هزء ملحد في الدين ، لذلك ضجت البينات من الكوفة إلى المدينة وأثارت الرأي العام الإسلامي كله ، ولكن الوليد محمي يحميه الخليفة من القضاء . . من الله ذاته ، فإذا اشتد اللغط ، وعظم الاستياء أمر الخليفة بإقامة الحد على الفاسق الملحد ، أمرا تحركت به شفتاه ، ونهت عنه ملامحه ، لذلك لم يجرؤ أحد على إقامة حد الله حتى اضطر علي نفسه أن يكون جلادا ، وكان الفاسق مطمئنا إلى نجاته من الحد حتى رأى عليا يتناهض هنالك أحس وقع السياط قبل أن تقع ، فهذا رجل لا ينسى الوليد أنه قتل أباه في الحق صبرا ، وهو طفل عده النبي حطبا للنار [1] . ويحاول أن يفر من بين يدي
[1] كان عقبة بن أبي معيط من أشد المشركين إيذاء للنبي ، فلما اقتيد مع من اقتيد من فرار المشركين إلى النبي أمر النبي بقتله ، فقال : من لهؤلاء يغنيه حجابهن اليوم ، وسيموت غدا ( فنتزوجهن ) ولم يكن غير مؤدب العبارة وبلغت النبي فسخط عليه .
202
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 202