نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 201
حقوق الخليفة ، ولكن نظرتنا إلى هذا الحادث مضللة ضللها ما ألفناه من عدوان الحكام ، وزيف رجال الدين الذين لا يتورعون عن اختراع فتاوى تصحح العدوان لقاء أجر ، أو دفاعا عن عدواناتهم التي تفوق عدوان الحكام بما تتخذ من أساليب الخداع المنطلي على السذج والبسطاء من الجماهير ، وأما الجمهور الواعي المعاصر لتصوين ( الحمى ) فقد رأى في هذا الحادث الصغير خطبا فاجعا وغزوا يهدد حقوقهم وأموالهم بالاحتكار الأموي ، لأنهم نظروا إليه من حيث يجب أن ينظروا إليه ، نظروا إليه من مصدره المبدئي فرأوه خلاصة الخطر المتجه من كل النواحي إلى جنتهم يفسد نعيمها ، ويخيف أمنها ، ويشوه جمالها ، ولم يخطئوا النظرة فلم تمض أيام طوال حتى رأوا للخليفة قصورا قيصرية سبعة تنهض في المدينة ، ورأوا لمروان مثلها في ( ذي خشب ) تطل بهذا ( الوزغ ) على سوق يضارب فيها بأموال المسلمين متسلقا إلى خزائن ( قارون ) تسلقا سريعا مدهشا ، ورأوا عين سعيد بن العاص أمير الكوفة تمتد إلى ( السواد ) من بساتين المجاهدين ، ومزارع الفرات ، ورأوا ابن أبي سرح يستغل إمارة مصر للاستئثار بخيرات النيل ، وثروات العمال والفلاحين ، ورأوا غير هؤلاء من صبيان ( أمية ) وغلمان ( أبي معيط ) يستبدون هنا وهناك استبدادا سافرا لا يعفون منه عن دين ولا عرض ، ولا مال ، على نحو حقق كل مخاوفهم التي أثارتها نظرتهم إلى احتكار ( الحمى ) الذي كان ( قاطرة ) جرت خلفها كل حافلات الشر .
201
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 201