responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 198


والذي يدل إلحاحهم عليه ، ومضيهم فيه ، على ارتباطه بتوجيه خفي ، وعلى ارتباطهم بتحريك حزبي يسوقهم إلى إتيان هذه المنكرات كما يسوق كل حزب إقطاعي أو باشه وعضاريطه إلى الازراء بكبار خصومه ، لتصغير شأنهم ، والحد من احترامهم .
لم يسرع النبي - إذن - إلى نفي هؤلاء ( الأوزاغ ) بل نصحهم وتحمل منهم ، وصبر عليهم حتى خشي عدواهم على الناس ، عندئذ فقط ، وبعد أن تبين للناس ما وضح من خبثهم وفسادهم ، عزلهم عن الناس ، فأسكنهم بطن ( وج ) حرصا على سلامة الأصحاء من هذا الجرب الوبيل ، ولم تخف على أبي بكر وعمر مصلحة هذا النفي فأبقياهم حيث هم طوال عهديهما ، لا يقبلان فيهم شفاعة عثمان المتكررة . وكان الافراج عنهم وإبقاؤهم في منفاهم رمزين - بتعبير أوضح - لفكرتين إحداهما رجعية ، والثانية تقدمية ، فأيتهما انتصرت كان النصر الحقيقي لما تجره خلفها من أنظمة وقوانين ومبادئ .
هذا هو وجه هذه المشكلة السافر ، ولا يتضح المأزق فيها إلا إذا انكشف هذا الوجه انكشافا على هذا النحو ليكافئ النتائج الخطيرة التي ترتبت عليه .
وما ندري أكان عثمان نفسه يقدر حرج مأزقه في هذه المشكلة حق تقديره ، أم كان يهون عليه أبو سفيان ركوب هذا المتن الخشن وتخفي عليه نية أبي سفيان سلامة قلبه هو ، واندفاع عواطفه ؟

198

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست