نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 197
وكان ( الحكم ) هذا وأبناؤه من أبناء عم عثمان ( طفيلات ) ضارة ، حاول النبي إصلاحهم ولكن فسادهم كان جذريا عميقا غير قابل في ذاته للإصلاح ، لأنه فساد نفس ، وفساد عقلية ، مستمدان من فساد إرث وفساد استعداد ، في تعقيد وتركيب متواترين حولاه إلى مرض لا يزيده الدواء إلا انتكاسا . وكانت بهم - إلى أصالة هذا الفساد واستعصائه - قابلية التهويش ، وصلف المواجهة ، على نحو يسئ القدرة في النفوس الضعيفة ، ويجرئ ( الغوغاء ) على نشر الفوضى ، وبث السفاهة واللامبالاة وقد بلغ من غوغائيتهم أن أقدم الحكم غير مرة على تمثيل النبي في مشيته ، ومحاكاته محاكاة ( كوميدية ) ساخرة ، فمشى خلفه يتغامز ويتخالج ويتخلع ، حتى التفت إليه النبي ، ورآه فلم يزد على أن قال له : كن كما أنت فكان اسمه بعد ذلك ( المخلج ) و ( الحاكي ) يناديه بهما الناس نداء تشهير وتحقير ، وجرؤ غير مرة على أن يتطاول متجسسا على النبي في غرفته الخاصة ، وما كان النبي إذا حمي غضبه يزيد على أن يقول : من عذيري من هذه الوزغة ! وكان الناس بعد ذلك إذا حدثوا عنه أو عن ابنه مروان قالوا ، الوزغ [1] بن الوزغ . . إلى غير هذا وذاك من ألوان السفه الذي لم ينته عنه ، ولم ينته عن مثله أبناؤه ، والذي شاركهم به من كان أقرب إلى عثمان منهم ،
[1] الوزغ حيوان سام أبرص . ولعله الحيوان المعروف في اللغة الدارجة ب ( أم بريص ) مؤنثة وزغة وجمعه وزغ بصيغة المفرد المذكر ، وأوزاغ ووزغان وإزغان بإبدال الواو همزة . وما أكثر أوزاغ البشر اليوم !
197
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 197