responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 178


تأديبه عند هذا الحد ، حتى أعلن عثمان تحريم مجالسته ، وأوجب نبذه وأبرأ ( الذمة ) ممن يكلمه أو يعاطيه معاطاة مواطن يتمتع بحقوقه الاجتماعية ! .
وما لي أتسلف الأحداث ؟ إن هذه حادثة لم تقع بعد ، أما الذي وقع فحماسة عبد الرحمن لتأمير عثمان ، وصفقه على يده معلنا خلافته ، ونهوض علي وهو يعلن لعبد الرحمن خطأه ، ويشير إلى ما سيكون بينه وبين عثمان من شر .
ولم تكن أخبار الغرفة مكتومة عن الجمهور الذي كان يلتطم في انتظار النتيجة ، ويراقب سير الانتخاب أشد ما يكون لهفة وحماسة وتلظيا ، فقد كانت تخرج إليهم متأرجحة ، يتهلل لها وجه عمار تارة ، فيعبس وجه ابن أبي سرح ويصرخ ناقما متهددا ثائرا ، ويتهلل وجه ابن أبي سرح تارة أخر فيعبس وجه عمار ويصرخ ناقما متهددا ثائرا ، ولا يتناقض هذان الوجهان وحدهما في الميدان ، بل تتناقض وراء كل منهما وجوه متراكبة متحاشدة ممتدة إلى أقصى النظر ، تقول من هنا في حماسة : القول ما يقول عمار ، وتقول من هناك في حماسة : بل القول ما يقول ابن أبي سرح ، وقد رأى من شهد الموقف أن الصراع بين الفريقين لم يكن صراعا شخصيا ، وإنما كان صراعا بين عقليتين : علي رمز إحداهما ، وعثمان رمز الثانية ، وليست المعركة في وجهها الصحيح غير هذه المعركة التي يتقابل فيها مبدأ الخلافة ومبدأ الملك ، أو مبدأ الحكم الشعبي ، ومبدأ الحكم المطلق ، ولا يقتتل هذان

178

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست