نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 177
أن تفوضوني أن أختار لكم واحدا منكم . وفوضه الجميع أن يختار . ومن براعة لفتته - سواء أكانت من بناته أم من محفوظاته - أنه لم يلتفت إلى عثمان ، بل التفت إلى علي ، فقال له : أمدد يدك أبايعك على العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وسيرة الشيخين ، فيقول علي : بل على العمل بكتاب الله وسنة رسوله واجتهادي ، فيلتفت آنذاك عبد الرحمن إلى عثمان فيذكر له شروطه الثلاثة فيقرها عثمان ، ثم لا يعجل عبد الرحمن فيسرع إلى بيعة أخي زوجه من أول مرة ، فهو مطمئن إلى أن عليا يرفض الخلافة بغير شرطه هو ، لأنه لا يناقض نفسه ، ولا يسر حسوا في ارتغاء ، من أجل هذا استأنى عبد الرحمن وكرر عرضه على علي الذي أباه ثلاث مرات ، ثم نهض وعبد الرحمن يصفق على يد عثمان بالبيعة ، ولم يبرح الغرفة قبل أن يعلن لعبد الرحمن أنه رجا من بيعة عثمان ما رجاه عمر من بيعة أبي بكر ، ولم ينس أن يذكر له الفرق بين رجائه الذي سيكدي ويخيب ، وبين رجاء عمر الذي اخضر وأثمر ، ولم ينس عبد الرحمن بعد ذلك قول علي هذا . ذكره أكثر من مرة ، ولم يحزنه ذكره كما أحزنه وهو يخرج يوما من ( طمار الزوراء ) أحد قصور عثمان القيصرية ، وكان عثمان احتفل بافتتاح هذا القصر احتفالا أريستقراطيا سخيا وحري أن تقول الكلمة المعبرة عن هذا الحادث ، فعبد الرحمن في الواقع لم يخرج من ( طمار الزوراء ) بل أخرجه الغلمان ، وألقوا به إلقاء في الطريق ، لنصح أسداه إلى عثمان بهذه المناسبة ، ثم لم يقف
177
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 177