نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 179
المبدءان إلا على ما ينطوي تحتهما من حرية يقابلها استبداد ، ومن عدل يقابله ظلم ، ومن مساواة يقابلها أثرة ، ومن غيرية تقابلها أنانية ، ومن جماعية تقابلها فردية . وماذا تنتظر من عمار غير أن يعارض حكما يتولاه عثمان ؟ وعمار هو الذي عرفته لا يقطع عليه صمته الطويل إلا التعوذ من فتنة يتوقعها ، وماذا تنتظر منه ؟ وهو لا ينسى تهديد عثمان إياه على مقربة من النبي يوم بناء المسجد ، ومن ذا الذي يحمي أنفه وآناف أمثاله من عصا عثمان وسوطه ، إذا ولي الأمر ؟ ذكر عمار أنه جلدة ما بين عيني النبي ، وأنه جلدة أنفه ، وأنه يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وذكر بلاءه في الإسلام ، وصدق تحمله للعذاب في سبيل الله ، فاتخذ ما فرضته عليه هذه الذكريات الكريمة من موقف حاسم ، وما ألزمته به مبادؤه من معالنة بالرأي ، ودعوة إلى الحق مما يشتور به الخاصة وتختلف فيه العامة ، فإذا هو ينادي أهل الشورى من مكانه بين الجمهور : إذا أردتم أن لا يختلف الناس فبايعوا عليا ، ويتابعه المقداد فيقول : صدق عمار . إن بايعتم عليا سمعنا وأطعنا . ويعلو صوت عبد الله بن أبي سرح - وهو منافق أنزل الله بنفاقه قرآنا - : يا معشر أهل الشورى بايعوا عثمان إن كانت لكم حاجة بأن نسمع ونطيع ، فيشتمه عمار ، ويقول له : ما أنت وهذا أيها المنافق ؟ إن الله والناس يعلمون أنك ما زلت تكيد للإسلام ، وتبغي له الشر . ويتصدى لعمار نفر من أمية ،
179
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 179