نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 167
القوم ، ويجيبه الزبير فيقول : ( وما الذي يبعدنا ؟ منها ؟ . وليتها أنت فقمت بها ، ولسنا دونك في قريش ، ولا في السابقة ، ولا في القرابة ) . فيحفز هذا الجواب أبا حفص ويحركه ، فلو كان على حال أحسن لأخذت الدرة طريقها إلى حيث تشاء من الزبير ، ولكنها كانت لحظتئذ تستدبر أمرها ، وكان صاحبها يستقبل أمر آخر ، فاكتفى بهذا التصوير النقدي الرائع لشخصيات خلفائه الستة فقال : ( ألا أخبركم عن أنفسكم ؟ ) قالوا : قل ، فلو استعفيناك لم تعفنا . قال : ( أما أنت يا زبير فمؤمن الرضا كافر الغضب ، يوما إنسان ويوما شيطان ، ولعلها لو أفضت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مد شعير ، أفرأيت إن أفضت إليك فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا ؟ ومن يكون يوم تغضب ؟ ) . ( ثم أقبل على طلحة [1] فقال له : أقوم أم أسكت ؟ فقال طلحة : قل فإنك لا تقول من الحق شيئا . قال عمر : أما إني أعرفك منذ أصيبت أصبعك يوم ( أحد ) وإلبا بالذي حدث لك ، ولقد مات رسول الله - صلى الله عليه وآله - ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم نزلت عليه آية الحجاب ) [2] .
[1] كان لطلحة يوم عهد أبي بكر لعمر موقف أغلظ فيه القول إلى عمر فلم ينسه حتى مات . راجع صور هذه الجلسة في شرح النهج ج 1 ص 62 . [2] قال الجاحظ : الكلمة المذكورة هي أن طلحة قال عن نساء النبي ماذا يغنيه حجابهن اليوم ، وسيموت غدا ( فنتزوجهن ) ولم يكن غير مؤدب العبارة وبلغت النبي فسخط عليه .
167
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 167