نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 132
الأحوال ، فقد ابتسم علي في استقبال هذا النبأ ابتسامة هادئة وادعة صافية تشف عن أسمى نفس وأكرم صدر ، وأقبل من نفسه يتسأل الحكم في علياء حياده ، لا يعنيه من الأمر إلا الحق فيقول : وماذا قالت الأنصار ؟ فقيل له : قالت منا أمير ومنكم أمير . قال : فهلا احتجوا عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ، فقيل له : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ . قال : لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم . ثم قال : وماذا قالت قريش : فقيل له : احتجت بأنها شجرة رسول الله . فقال مجاريا هذا المنطق - : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ؟ بكلمات قصار محملة بالعلم والعقل والخلق العظيم أعلن الحق بهذه المشكلة ، وعاد إلى قرآنه يتابع قراءته من حيث انتهى قبل هذا الفاصل ، وآله وأتباعه - وبينهم عمار - من حوله يتميزون غيظا ، ويحمحمون ويغمغمون ، يعضون الأنامل ويضغطون على الأضراس ، ثم يتحولون إليه يحملقون بوجهه ، ويحدقون به أشد تحديق وأطوله ، عسى أن يروا بوجهه ما يأذن لهم بالحركة ، ولكنهم لا يرون من هذا شيئا ، فهو ماض في
132
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 132