نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 133
حزنه وترفعه وقراءته وربما جرؤ بعضهم أو تقدموا إليه بأجمعهم يحركونه ، ويستأذنونه بالحركة واجدين في أنفسهم القوة على خوض المعركة والنصر فيها ، ولكنه يشكمهم بحزن قائلا : حسبنا سلامة الدين . ولعله أعلم منهم بقدرته على خوض المعركة ، ولكنه أحس منهم كذلك بالمسؤولية الكبرى وأعرف بنتائج المعركة التي كان يختصرها بقوله : حسبنا سلامة الدين . ولم تكن النقمة على إغفال الناس والإسراع إلى الأخذ بناصية الحكم على غرة محصورة في بني هاشم من قريش ، بل كانت شائعة في السواد من المستضعفين الذين أخذوا بالشدة والعنف والإرهاب ، وفي أشراف قريش ممن يرون أنفسهم أولى من تيم : إخوان أبي بكر وعدي : فخذ عمر ، وأحق بالتقديم على هذين إذا كان لا بد من تأخير علي . وارتد التفكير يومئذ ، أو برز على حقيقته - بتعبير أدق - عشائريا محضا يجتر عصبياته الأولى ، وذلك أخشى ما خشيه علي فألزمه بالتضحية وأرضاه بالقعود ، وليس أحد أعلم من أبي بكر وعمر بهذه الخصلة العلوية التي استغلاها أبعد استغلال عن الرفق والهوادة . كان الحزب الأموي ، وهو يمالئ غيره من الأحزاب على إقصاء علي ، يرجو أن تؤاتيه الفرصة كما رجا الأنصار لأنفسهم مثل ذلك . فينصب عثمان إذا أزف الوقت أو عبد الرحمن بن عوف وأبو سفيان وراء أحدهما ، وكان يظن أن المنافسة ستعرض في ميدان أوسع من هذا الميدان
133
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 133