نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 129
الجدل ، ومن الواضح أن إرشاده إلى مبايعة أحد هذين لم يكن سوى أمر لهما معا بالتقدم إلى بيعته لينتهي من شوطه إلى غايته ، ويسبق عمر فيبايع ، ويليه بشير بن سعد الخزرجي ، فيتبعه أسيد بن حضير الأوسي ، وكانا من رفاق أبي بكر في جيش أسامة وحساد سعد بن عبادة ، وتنهار ببيعتهما جبهة الأنصار ، فلا يثبت منها ابن الحباب الذي اخترط سيفه وهجم ، ولكن الناس تكاثروا عليه وانتزعوه منه ، فيقف يذود المبايعين بثوبه يضرب به وجوههم ويسبهم ، أما سعد فقال لأبي بكر : ( والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض لسمعتم مني في أقطارها زئيرا يخرجك أنت وأصحابك حتى يلحقك بدار كنت فيها تابعا غير متبوع ، خاملا غير عزيز ) ثم حمل وترك الأنصار يبايعون ، والمنذر يذودهم بثوبه ولسانه فلا يقدر منهم على شئ بعد طغيان التيار . وعلت في المسجد ضجة زفة ، فالتفت علي من حزنه المقدس إلى جنب الجثمان العظيم يسأل : هل عاد النبي ونحن لا نعلم ؟ ! أم الناس في عرس من هذا المأتم ؟ . فقيل له : نشبت معركة بين الأنصار وبين بعض المهاجرين في السقيفة ، دارت رحاها على الخلافة فربحها أبو بكر ، وها هو محمول على أجنحة الغوغاء يخبطون به كل عابر ، ويمسحون يده على أيدي الناس ببيعة طوقوا بها الأعناق ، وأرعبوا في سبيلها كل آمن . وإذا كان في الابتسام ما يجانس الحزن في أصعب
129
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 129