responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 128


والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة ، والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمت أنفه بالسيف ) .
وتكلم عمر ، ثم تكلم أبو عبيدة فبادلا القوم الحجج المتشابهة والقول المعاد ، ويطلب الأنصار ثنائية الحكم : منهم أمير ومن قريش أمير ، وقد بدا لهم أن هذا النوع من الحكم أقرب في ذاته إلى تحقيق العدالة ، واشترطوه بالأساس ليكون ضمانة للأنصار من قريش التي سفكوا دماءها في سبيل الإسلام ، فهم مشفقون من سلطانهم أن يرتد ثأريا [1] يسفك دماءهم ، ويقتر أرزاقهم ، ويضيق عليهم ، إلا أن عمر احتج لرفض هذا الاقتراح بأن سيفين لا يجتمعان في غمد واحد ، ومضوا في جدل يلين ويقسو ولا يدور إلا في حلقة مفرغة .
وخشي أبو بكر أن يمتد الوقت ويمتد الجدل ، ويفضي إلى ما يفضي إليه كل جدل بيزنطي ، فيعود إلى الكلام ، ويعود إلى الثناء على الأنصار ويعود إلى سلطان محمد وإرثه ، فيذكر الأنصار بأنهما لقريش دونهم ، ويخوفهم أن يفسدوا ثواب خدمتهم لله بالارتداد عليه إذا هم أضاعوا محمدا بإضاعة إرثه واغتصاب سلطانه ، ثم لا ينتظر جوابا بل يقول بحزم وحسم :
( وقد اخترت لكم أحد هذين - ويشير إلى عمر وأبي عبيدة - فبايعوا أيهما شئتم ) . وبهذا سيطر على الموقف وأنهى مشكلة



[1] ارتد سلطان قريش ثأريا كما توقع الأنصار يوم انتهى إلى الأمويين فاستحل منهم كل حرام إلا من لجأ إلى الأمويين .

128

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست