نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 127
واضحا إلا أمرا واحدا هو مدخل المعركة ، وكان في الامكان أن يفتحها لولا أن يخشى الهزيمة فيها ، ولولا أنه لم يشأ أن يحرك منها ساكنا حتى يحركه حزب آخر ، فإنه إذا تأخر كان جديرا أن يستفيد من أخطاء غيره . وجاء الأمر على حد تفكيره ، فهذان مساعداه من الأنصار عويم بن ساعدة ومعن بن عدي مقبلان ، فهامسان في أذنه : إن كان لك بالخلافة إرب فأدركها ، إن سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، ويوشك أن يكون أميرا ، فينسل أبو بكر وينسل خلفه عمر ، ويتبعهما أبو عبيدة بن الجراح ، يسبق بعضهم بعضا إلى سقيفة بني ساعدة . وهناك يجدون سعدا مزملا مريضا لا يكاد يبين وجهه ، ولا يكاد يرتفع صوته ، وابنه قيس واقف على رأسه بقامته المديدة يسمع منه ، ويبلغ عنه ، والأنصار كلهم مجتمعون له ، ولكن نفوس المخلصين منهم تنهار تحت ما تعلم من حق علي بالإمرة ، ونفوس الوصوليين تنفس على سعد هذه الإمرة التي ترفع من شأن الخزرج على الأوس ما يفضلون أن لا يرتفع ، وإن خسر الأنصار هذا المركز . وكانت مفاجأة حين أخبر سعد بمجيئ أبي بكر وصاحبيه ، لقد كان متضامنا صراحة أو ضمنا مع بقية الأحزاب على إقصاء علي ولكنه لم يتضامن معهم إلا ليسبقهم إلى الإمرة كما فعل ، وكان يقدر لنفسه النجاح بهذا السبق فيأخذ غير حزبه على
127
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 127