نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 126
فلما زايل موقفه من الجمهور انحاز إلى جماعة المهاجرين وصحب معه عمر وجلس الجميع على باب النبي ، وأبو بكر يرصد الحوادث ، ويراقبها ويظهر - حذر الانتكاس - إنه ينتظر خروج علي ليبايعه . ويمر رسول أبي سفيان : المغيرة بن شعبة ، يجس النبض ويثير الفتنة ويستطلع لحزبه تطورات الموقف ، فيقف على رأسي أبي بكر وعمر ويقول لهما : ( ما يقعدكما هنا كما أرى ؟ ) فيقول أبو بكر - ولا تخفى عليه أموية هذا الشيطان - : ( ننتظر هذا الرجل - يعنيان عليا - حتى يخرج فنبايعه ) فيقول - وهو يعرف رأيهما - : ( أتريدون أن تنتظروا حبل الحبلة في هذا البيت ؟ وسعوها في قريش تتسع ) [1] ولم يجيباه بشئ ، فالموقف دقيق دقيق لا يحتمل الأخطاء ، ربما كان الأحزاب على اتفاق سابق ، أو هم متفقون على إقصاء علي ، ولكنهم متنافسون على الجلوس مكانه ، فمن الحزم والحنكة التكتم والاحتياط فقد تضطر المنافسة بعض هذه الأحزاب إلى العودة لعلي والانتصار له كراهة بالحزب المنافس . وكان ملحوظا أن أحدا من الأنصار لم يكن حاضرا ، وغياب أقطاب هذا الحزب أمر لا يدعو إلى الارتياح ، ولكن أبا بكر كان مطمئنا إلى عيونه فيهم ، وكان مطمئنا إلى أن المنافسة بينهم تؤخرهم عن البت ريثما يحضر ، كل شئ كان عنده
[1] لا يخفى ما في هذا الجواب من إغراء لئيم بالوثبة ، فهو يعني أن عليا إذا ولي الأمر عهد به إلى الأجنة في بطون الفاطميات ، ومنع غير بني هاشم من قريش أن يصلوا إلى هذا المركز .
126
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 126