نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 125
النجاح . صحيح أن الأحزاب كانت تهيئ في عهد النبي خططها لإقصاء علي ، ولكن بيعة علي يوم الغدير وتدابير النبي لتسديد وصيه كانت من الأحكام بحيث يصعب نقضها وذلك هو مرد قول علي لعمه : وهل يطلب هذا الأمر غيرنا ، فهو لا يجهل كثرة الطلاب ، ولكنه يعلم صعوبة الطلب مع ثبوته له ، ومع اعتراف الجمهور له بهذا الحق ، ومن هنا كان إقدام عمر مغامرة جد جريئة ولكنه أجادها وأحسن التصرف فيها ، فنجح وأعانته على النجاح روح المغامرة ، وهيأ لأبي بكر أن يكون رجل الظرف في هذا اليوم الكبير ، يتناول المبادرة من أقرب مكان وأسهل طريق . أما براعة أبي بكر فلا تظهر في كلامه المقبول المعقول الواقعي الذي يدعو إلى احترامه ، كما تظهر في قصر موقفه ، إذ اكتفى برفع هذه الحيرة القاسية عن الناس ثم تركهم يثوبون إلى نفوسهم ، أو ترك نفوسهم تثوب إليهم على مهل ، وانصرف عنهم وهم يتمنون بقاءه ليرفع عنهم آخر ظلال تلك الحيرة ، ولكنه هو لم يكن يتمنى ذلك بل يرجو أن تمتد آثار هذه الحيرة - بعد - زمنا ما . وحسبه هذه الاطلالة التي أراحت الناس وأعلنت لهم منه الرجل المعتدل المتزن العارف الممتلئ بالتفكير الإسلامي الصحيح . ويظهر أن أبا بكر بعد إحراز هذه الخطوة من التقدم ، أخذ على يد عمر ، وخشي أن يورطه نجاحه هذا بموقف من مواقف مغامراته ، يفسد خطة حزبه في هذه الفترة العصيبة الحاسمة ،
125
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 125